بلوجرز المحتوى المبتذل.. وباء اجتماعي يهدد القيم الأسرية ويصنع جيلاً مهووساً بالشهرة - هرم مصر

صدي البلد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مع تصاعد الحملات الأمنية ضد بعض الراقصات والبلوجرز الذين ينشرون مقاطع خادشة للحياء عبر منصات التواصل الاجتماعي، يظهر جدل واسع حول التداعيات النفسية والاجتماعية لهذه الظاهرة التي وجدت طريقها إلى شرائح مختلفة من المجتمع، ولا سيما المراهقين والأطفال.

ويحذر خبراء علم النفس من أن انتشار هذا النوع من المحتوى لا يقتصر على الدوافع الاقتصادية أو السعي وراء الشهرة، بل يكشف في كثير من الأحيان عن اضطرابات نفسية عميقة لدى صانعيه، فيما يترك آثارًا سلبية خطيرة على المتابعين الذين قد ينجرون وراء التقليد، الأمر الذي يهدد بتفكك أسري وانحرافات سلوكية متنامية ما لم تتم مواجهة هذه الظاهرة بجدية وحزم.


استشاري صحة نفسية: ظاهرة البلوجرز المبتذلين وباء اجتماعي يهدد بإنهيار القيم

وأكد الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، أن البغاء في عصر السوشيال ميديا أخذ شكلًا جديدًا كليًا، حيث تحولت المنصات الرقمية مثل “تيك توك” و”إنستجرام” إلى ساحات لعرض محتوى خادش مقابل “هدايا افتراضية”، بدلًا من النقود المباشرة أو أماكن الدعارة التقليدية.

وأوضح هندي أن أغلب البلوجرز الذين يقدمون محتوى مبتذلا يتمتعون بسمات “سايكوباتية”، فهم أشخاص مضادون للمجتمع، يتلونون كالحرباء، يتاجرون بكل شيء من أجل المكسب، حتى الأطفال وذوي الإعاقة، لافتًا إلى أن ما يظهرونه على الشاشات مجرد “قناع مزيف” يخفي وراءه وجوهًا قبيحة.

 انتشار الظاهرة نتاج أمراض نفسية وليست مجرد فقر

وأشار استشاري الصحة النفسية إلى أن الظاهرة لا ترتبط فقط بالفقر، بل بأزمات شخصية ونفسية عميقة مثل الحرمان العاطفي، تدني الثقة بالنفس، السطحية الفكرية، والرغبة في الشهرة السريعة والربح المادي دون موهبة أو جهد.

ولفت هندي إلى أن انتشار هذه المحتويات خلق أنماطًا مرضية جديدة مثل “متلازمة العقل غير السعيد” الناتجة عن التنقل السريع بين الفيديوهات، و”عفن السرير” الذي يعكس حالة الكسل الاجتماعي والانعزال بسبب الانغماس في متابعة البلوجرز.

 المتلقيون أنفسهم وقعوا في فخ التقليد

وأكد أن أخطر ما في الظاهرة هو انجراف المتابعين خلف هؤلاء البلوجرز حتى يصل الأمر إلى التقليد الكامل، وهو ما يشبه ما وصفه بـ”متلازمة بروتيوس”، حيث يتشكل الشخص نفسيًا على صورة من يتابعهم حتى يصبح نسخة مشوهة منهم.

وشدد هندي على أن هذه الظاهرة أصبحت “وباءً سرطانيًا” يهدد القيم والأعراف، مطالبًا بوقفة مجتمعية وحكومية جادة لوقف هذا “التلوث السمعي والبصري”، خاصة بعد أن كشفت دراسات حديثة أن 50% من الأطفال في مصر يطمحون لأن يصبحوا صناع محتوى لتحقيق شهرة وأموال سريعة، و80% من الأهالي يشجعونهم على ذلك.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق