في أعقاب الضربة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء يوم 30 أغسطس 2025، وأسفرت عن مقتل رئيس وزراء الحوثيين وعدد من وزرائه وقيادات بارزة في الجماعة، تصاعدت التساؤلات حول دلالات العملية وتداعياتها على المشهد اليمني والإقليمي.
وبينما اعتبرها الحوثيون “عدواناً دولياً” ، يرى خبراء أن الضربة تمثل رسالة رمزية تحمل أبعاداً تتجاوز حدود اليمن.
وفي هذا السياق، قدم الخبير في الشؤون الإقليمية سعيد الزغبي قراءته العملية وانعكاساتها.
سعيد الزغبي: العملية قد تعزز صعود الحوثيين داخلياً وتعيد شحن الصراع بدل إنهائه
قال أستاذ السياسة سعيد الزغبي في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن الضربة الإسرائيلية الأخيرة في صنعاء جاءت “رمزية أكثر منها حاسمة عسكرياً”، موضحاً أن رئيس الوزراء الحوثي المستهدف لم يكن القوة المحورية للجماعة، ما يجعل التأثير العسكري محدوداً.
وأكد الزغبي أن “العملية قد تمنح الحوثيين صعوداً جماعياً داخلياً، وتعزز من شعارات التضامن مع غزة، بما يزيد من حجم الدعم الشعبي لهم”، مشيراً إلى أن استهداف قيادات الجماعة قد يدفع نحو مزيد من العنف بدلاً من إنهائه.
وأضاف أن “الضربة الإسرائيلية تحمل رسالة استراتيجية مزدوجة، تتمثل في تحجيم النفوذ الإيراني في البحر الأحمر، وضرب الرمزية السياسية للجماعة”، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن النتيجة الأقرب هي “إعادة شحن الصراع لا كبحه، في ظل قدرة الحوثيين على الرد وتنامي خطاب الانتقام”.
ورأى الزغبي أن “المنطقة دخلت فعلياً مرحلة من التوتر المتعدد الأبعاد: عسكري، وبحري، وإنساني”، لافتاً إلى أن ما جرى في صنعاء “ليس نهاية فصل بل افتتاحية موسم دموي جديد”.
وحذر من أن “اليمن قد يتحول إلى ساحة تصدع جديدة تستنزف الأمن والاقتصاد الإقليمي، وتفتح الباب أمام جبهات أخرى في الشرق الأوسط”، مشيراً إلى أن “كل غارة جديدة تقلص فرص التهدئة وتوسع مدى الصواريخ”.
0 تعليق