بعد أن انتصر المسلمون في "بدر"پانتصارًا باهرًا. تحدث به أبناء الجزيرة العربية جميعًا. قاموا بالتخطيط لمستقبلهم إزاء هذه القوة الإسلامية التي ظهرت في المدينة المنورة.. إلا أن هناك بعض القوي تأثرت بهذا الانتصار وسارعت إلي اتخاذ مواقف تتناسب مع هذا الوضع الجديد.. فالقرشيون في مكة أخذوا يستعدون للثأر وحاولوا إيذاء المسلمين. وعلي رأسهم رسول الله صلي الله عليه وسلم فاشتروا السلاح. وكونوا جماعات تحرض المشركين علي تطهير الطريق التجاري إلي الشام. حتي لا تنقطع تجارتهم التي هي حياتهم..
واليهود في المدينة رأوا أن انتصار المسلمين في بدر جعلهم يزدادون قوة. ويؤكدون سيطرتهم علي سائر شئون المدينة.. والمنافقون دخلوا في الإسلام ليتقوا المسلمين. وهم يبطنون العداوة. ويتعاونون مع أعداء الإسلام سرًا ليتحقق ما يتمنون.. وأعراب البوادي الذين يسكنون حول المدينة. وعلي الطرق التجارية بين مكة والمدينة وكانوا يعيشون علي السلب والنهب والقنص والإغارة. وفرض الإتاوات علي المارة فلما ظهرت قوة المسلمين في بدر رأوا دولة قوية سوف تحكم في كل الخارجين علي النظام والعدل. ولذلك وجدوا أنفسهم في مواجهة عدائية مع المسلمين في المدينة المنورة.
وأخذت هذه القوي علي اختلاف مقاصدها تعمل لإضعاف المسلمين وإسقاط ما تحقق لهم بنصر بدر. بكل ما أمكنهم من مؤامرات خفية. وتحرشات ظاهرة. وعقد تحالفات من أجل تكوين قوة واحدة في مواجهة المسلمين في المدينة.. وحاولوا قتل النبي صلي الله عليه وسلم بيد عمير بن وهب الجمحي من تجار مكة. وقادتها المعدودين. وكان شديد الأذي لرسول الله صلي الله عليه وسلم قبل الهجرة. اشترك مع ابنه وهب مع المشركين في بدر. ووقع ابنه وهب في الأسر فشعر بالذل لأسر ابنه. وقتل أصحابه.. فأمر عمير بسيفه فشحذ له. وسم. ثم انطلق حتي قدم به المدينة. ودخل علي رسول الله صلي الله عليه وسلم ولكن حينما أعلمه بما كان بينه وبين صفوان بن أمية في الحجر أعلن إسلامه وانطلق لمكة يدعو إلي الإسلام. ويؤذي من خالفه أذي شديدًا. فأسلم علي يديه أناس كثير. وسبحان مقلب القلوب. ومغير الأحوال.
ووقعت بعض الأحداث بعد ذلك منها غزوة بني سليم 1 وغزوة السويق وغزوة غطفان وغزوة بحران 1 وسرية زيد بن حارثة وغزوة بني قينقاع.. وقد زيدت صلاة الحضر ركعتين. وكانت قبل ذلك كصلاة السفر ركعتان.. كما شرع صوم رمضان وزكاة الفطر وعيد الفطر بصلاته في آخر شهر رمضان وشرع عيد الأضحي كذلك.. وأيضا بني النبي صلي الله عليه وسلم بعائشة في شهر شوال من السنة الأولي. وكان قد عقد عليها في مكة قبل الهجرة بثلاث سنوات.. وتزوج علي بن أبي طالب رضي الله عنه فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم ودخل بها في ذي الحجة من السنة الأولي رضي الله عنها.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق