انطلقت صباح اليوم، بمسجد سيدي عبد الرحيم القنائي بمدينة قنا، فعاليات التصفيات المركزية الأولية لمسابقة "دولة التلاوة الكبرى"، التي تنظمها وزارة الأوقاف بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، بمشاركة متسابقين من محافظات قنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر، وسط حضور جماهيري لافت ومنافسة قوية بين قرابة 500 مشارك من مختلف الأعمار والفئات.

وشهدت أجواء التصفيات حالة من الخشوع والتدبر، حيث تنافس المتسابقون في تلاوة آيات الذكر الحكيم بأصوات ندية وأداء مميز، عكس ما يتمتع به أبناء جنوب صعيد مصر من قدرات صوتية وروحانية رفيعة في مجال التلاوة.

وتولت لجنة تحكيم متخصصة تضم نخبة من كبار القراء والعلماء عملية تقييم المتسابقين، حيث ضمت اللجنة فضيلة الشيخ عبد المطلب البودي، الشيخ محمود سلمان الحلفاوي، الشيخ يسري معتوق، الشيخ محمد عبد الرؤوف، والشيخ يوسف قاسم، الذين أكدوا حرصهم على تطبيق معايير دقيقة في اختيار أفضل الأصوات من حيث الأداء، وحسن التلاوة، وضبط الأحكام.

وأكد عدد من أعضاء اللجنة أن هذه المسابقة تعد إحدى أكبر المنصات الداعمة لاكتشاف المواهب القرآنية في مصر، مشيدين بالتعاون المثمر بين وزارة الأوقاف والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والذي يساهم في الارتقاء بمستوى القراء الشباب، وإبراز دور مصر التاريخي في خدمة القرآن الكريم ونشر علومه.

كما أشار منظمو المسابقة إلى أن الهدف من هذه التصفيات لا يقتصر فقط على اختيار المتميزين للمراحل النهائية، وإنما يمتد إلى دعم روح التنافس الشريف، وترسيخ قيمة الارتباط بالقرآن الكريم بين النشء والشباب، بما يواكب جهود الدولة في تعزيز القيم الدينية والأخلاقية.

ويعد اختيار مسجد سيدي عبد الرحيم القنائي لعقد هذه التصفيات ذا دلالة خاصة، إذ يمثل واحدًا من أهم المعالم الدينية في صعيد مصر، ويستقطب آلاف الزائرين من مختلف المحافظات على مدار العام، وهو ما أضفى على الفعالية أجواء روحانية مميزة.

وتستمر فعاليات التصفيات على مدار اليوم بمشاركة واسعة، على أن يتم إعلان نتائج المرحلة المركزية تمهيدًا للتأهل إلى المراحل النهائية على مستوى الجمهورية، حيث ينتظر أن تشهد المنافسة النهائية مشاركة أقوى القراء من مختلف محافظات مصر.

وتعكس هذه المسابقة، التي تحظى باهتمام رسمي وشعبي واسع مكانة مصر الرائدة في مجال التلاوة والقراءات القرآنية، واستمرارها في تخريج أجيال من القراء الذين يحملون راية التلاوة المصرية إلى العالم الإسلامي.