من حلم عالم الذرة إلى جحيم صيدنايا.. قصة المعتقل السوري المحرر زهير الحلبي - هرم مصر

رؤيه نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في شهادة خاصة ومؤثرة لبرنامج "ما بعد الأسد" في الحلقة الثالثة التي تعرض على شاشة "رؤيا"، روى زهير الحلبي، ابن مدينة سراقب، قصة صموده بعد عشر سنوات من الغياب القسري خلف قضبان أحد أعتى معتقلات النظام السوري السابق، سجن صيدنايا. قصة شاب كان يحلم بأن يصبح عالم ذرة، فانتهى به المطاف قائداً لكتيبة في الجيش الحر، ثم سجيناً يواجه الموت كل يوم، قبل أن يعانق الحرية ويبدأ فصلاً جديداً من حياته.


من حقول الورد إلى لهيب الثورة

قبل اندلاع الثورة السورية عام 2011، كانت حياة زهير الحلبي (مواليد 1992) بسيطة وهادئة. كان يعمل مع والده في زراعة الورد، ويحمل في قلبه طموحاً كبيراً بإكمال دراسته ليصبح عالم ذرة. لكن القمع الذي مارسه النظام السابق، والذي لمسه بشكل شخصي حين لم يتمكن من تسجيل شقيقته في المدرسة لعدم وجود "واسطة"، دفعه للانضمام إلى صفوف الثورة في الغوطة الشرقية أواخر عام 2011. ورغم أنه وحيد والديه، إلا أن والده شجعه على القتال ضد الظلم، بينما كانت والدته تعيش في قلق دائم على مصيره.

وشاية وغدر.. تفاصيل الاعتقال المروّع

تواصل زهير مع صديق له منشق عن الجيش السوري، والتحق بالثوار ليصبح قائداً لكتيبة في الجيش الحر، وخاض معارك كبيرة ضد جيش النظام السابق، أبرزها معركة الميدان ومعارك الغوطة. في عام 2014، أثناء خروجه في مهمة استطلاعية، تعرض لوشاية من أحد الأشخاص الذي اتهمه بحمل السلاح، لتتم مداهمته واعتقاله.

رحلة العذاب في أقبية المخابرات وصيدنايا

بدأت رحلة عذابه في فرع المخابرات الجوية في "حرستا"، حيث قضى 26 يوماً من الاستجواب تحت الضرب والتعذيب الشديد، قبل نقله إلى فرع المطار حيث استمرت الوحشية. ويروي زهير للبرنامج أساليب التعذيب التي تعرض لها ورفاقه، قائلاً: "كانوا يعلقوننا على دولاب ويضربوننا بالعصي على كامل أجسادنا، ويسحلوننا، بالإضافة إلى الصعق بالكهرباء على يد رئيس المحققين".

في يوليو 2019، تم تحويله إلى سجن صيدنايا، "مسلخ الموت". هناك، لم يقتصر العذاب على السجانين، بل امتد إلى صراعه مع سجين آخر مدعوم من الإدارة كان يسرق طعام زملائه. وبسبب خلافه معه، وشى به السجين لدى مدير السجن، ليعاقب زهير بالحبس في زنزانة انفرادية ضيقة لمدة شهر كامل، بربع رغيف خبز يومياً، وتركه يصارع البرد القارس دون غطاء.

من أصعب المواقف التي عاشها زهير في صيدنايا، كان موت صديقه بين يديه بعد أن رفض الطبيب علاجه وقام بضربه وإعادته إلى الزنزانة ليفارق الحياة.

فجر الحرية.. لحظات تحرير سجن صيدنايا

في عام 2021، علمت عائلة زهير بوجوده في صيدنايا عن طريق الصدفة، وبدأت تزوره بشكل متقطع، رغم أن السجانين كانوا يسرقون نصف ما يحضرونه له، وكان يتعرض للضرب قبل كل زيارة وبعدها. جاءت البشرى الأولى للحرية حين سمع السجانون يتحدثون عن تقدم الجيش الحر في حلب. يروي زهير يوم التحرير في 8 ديسمبر 2024 قائلاً: "عمت الفوضى السجن، ووصلت طائرة هليكوبتر نعتقد أنها هرّبت أحد كبار الضباط، ثم ساد هدوء مريب". بعد ساعات، اقتحم المدنيون أبواب السجن وفتحوها، ليعانق زهير ورفاقه الحرية بعد سنوات من الجحيم.

من رماد المعتقَل إلى حياة وزواج

فور خروجه، بدأ زهير بتأسيس حياته من جديد. استأجر سيارة وبدأ يعمل في توزيع البضائع. وفي إحدى المرات، أثناء تلقيه مساعدات من منظمة خيرية، التقى بفتاة تبدو عليها علامات التعب. عرض عليها المساعدة في توصيلها، وفي الطريق تبادلا قصصهما، ليكتشف أنها أيضاً معتقلة سابقة استشهد زوجها في الثورة. تقدم زهير لخطبتها من والدتها، ليبدأ معها فصلاً جديداً من الأمل.

ويختتم زهير حديثه بأمنية واحدة: "أتمنى لبشار الأسد مصيراً كمصير الطغاة، مثل فرعون وغيره".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق