تحولت مدينة السليمانية في إقليم كردستان العراق، فجر الجمعة، إلى ساحة مواجهات مسلحة عنيفة، وذلك خلال عملية أمنية واسعة نفذتها قوات خاصة لاعتقال رئيس حزب "جبهة الشعب"، لاهور شيخ جنكي.

أسفرت الاشتباكات، التي استمرت لساعات، عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة ستة آخرين، وأثارت حالة من الهلع والتوتر في المدينة، كاشفةً عن عمق الانقسامات والصراع على النفوذ داخل أحد أكبر الأحزاب الكردية.

تفاصيل المداهمة الدامية

وفقاً لمصادر أمنية وشهود عيان، داهمت قوة مشتركة من وحدات مكافحة الإرهاب والكوماندوز وجهاز "الآسايش" التابع للاتحاد الوطني الكردستاني، فندقاً كان يقيم فيه شيخ جنكي.

وقد سبق العملية تطويق أمني كامل للمنطقة، اندلعت على إثره مواجهات عنيفة بين القوة المهاجمة وحماية السياسي الكردي.

سُمعت أصوات إطلاق نار كثيف ودوي انفجارات في محيط الفندق وامتدت إلى أحياء أخرى، مما حول أجزاء من المدينة إلى ما يشبه ساحة حرب.

خلفيات الصراع: مذكرة قضائية وصراع نفوذ

يأتي هذا التصعيد بعد ساعات من إصدار محكمة تحقيق الأمن في السليمانية مذكرة اعتقال بحق شيخ جنكي، بتهم تتعلق بـ"الأمن والنظام العام".

إلا أن المراقبين يربطون هذا التحرك مباشرة بالصراع الطويل على النفوذ داخل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بين لاهور شيخ جنكي، الرئيس المشترك السابق للحزب، وابن عمه الرئيس الحالي، بافل طالباني.

وقد وصل الصراع إلى ذروته مع هذا التحرك الأمني الذي يُنظر إليه على أنه محاولة لتصفية الحسابات السياسية بالقوة.

تطويق المدينة وتصاعد التوتر

قبيل اعتقاله، وجه شيخ جنكي نداءً لأنصاره للخروج إلى الشوارع، بينما قامت السلطات الأمنية بإغلاق مداخل مدينة السليمانية بالكامل لمنع تدفق أي محتجين أو أنصار له إلى مناطق الاشتباك.

وازداد التوتر بعد الإبلاغ عن هجمات بطائرات مسيرة استهدفت محيط منزل بافل طالباني، مما ينذر بأن تداعيات هذه الليلة الدامية قد تستمر وتأخذ أبعاداً أكثر خطورة في الأيام المقبلة.