نفت إسرائيل أن تكون الشابة الفلسطينية مرح أبو زهري (20 عاما) التي توفيت بعد إجلائها من قطاع غزة إلى إيطاليا قد فارقت الحياة بسبب الجوع وسوء التغذية، وزعمت أنها كانت مصابة بسرطان الدم، وفق تقارير طبية من مستشفى ناصر بخان يونس.
وجاء النفي بعد أن أثارت وفاة أبو زهري موجة جدل واسعة، إذ ذكرت وسائل إعلام إيطالية ودولية -بينها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وصحيفة الغارديان ووكالة الصحافة الفرنسية- أنها وصلت إلى مستشفى جامعة بيزا الإيطالي في "حالة تدهور جسدي شديد" وتعاني من "هزال خطير"، وهو ما فُسّر على نطاق واسع بأنه نتيجة سوء تغذية حاد.
وقال مكتب منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية إن عملية إجلاء أبو زهري "كان من الممكن أن تكون في وقت أبكر"، مضيفا أن إسرائيل "تسهل نقل المرضى والأدوية، بينما تستغل حماس الأوضاع لأغراضها"، بحسب ما ذكرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلية.
ولا تزال إسرائيل تنفي بشدة التقارير الدولية عن انتشار المجاعة في قطاع غزة، قائلة إن العديد من الذين ماتوا بسبب سوء التغذية كانوا يعانون من أمراض سابقة، ومن ثم فإنهم لا يمثلون ظروف عامة السكان في المنطقة التي مزقتها الحرب، في حين قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن صور الأطفال في القطاع "تظهر جوعا حقيقيا".
ونقلت أبو زهري يوم الأربعاء الماضي على متن طائرة عسكرية إيطالية ضمن رحلة إنسانية أقلّت 31 مريضا ومرافقيهم من غزة، وتوفيت الجمعة بعد يومين فقط من وصولها إثر أزمة تنفسية وسكتة قلبية مفاجئة.
إدارة مستشفى بيزا وصفت حالتها عند الدخول بأنها معقدة للغاية، وأكدت أنها وصلت وهي في وضع جسدي منهار. وقدمت السلطات الإيطالية تعازيها لأسرتها وأكدت استمرار برنامج الإجلاء الطبي للمرضى من غزة.
تنديد دولي
وتقول الأمم المتحدة إن 1760 فلسطينيا على الأقل استُشهدوا أثناء انتظارهم المساعدات في غزة منذ أواخر مايو/أيار الماضي، وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فإن 994 من هؤلاء اغتيلوا عند مواقع ما يسمى بمؤسسة غزة الإنسانية، بينما اغتيل 766 على طرق قوافل الإمدادات.
إعلان
وقال مكتب المفوضية في الأراضي الفلسطينية إن "الجيش الإسرائيلي ارتكب معظم عمليات القتل هذه". وبينما أشار إلى أنه "على علم بوجود عناصر مسلحة أخرى في المناطق ذاتها"، أوضح أنه "ليست لديه معلومات تشير إلى تورّطهم في هذه الجرائم".
واتهمت منظمة العفو الدولية إسرائيل بتنفيذ "سياسة متعمدة" لتجويع سكان غزة، مستندة إلى شهادات فلسطينيين نازحين وموظفين طبيين يعالجون أطفالا يعانون من سوء التغذية في القطاع. وجاء في تقرير أصدرته المنظمة أن إسرائيل تشن حملة تجويع متعمدة في قطاع غزة المحتل، وتدمر بشكل ممنهج صحة الفلسطينيين ورفاههم ونسيجهم الاجتماعي.
كما أطلق مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس نداء عاجلا لوقف الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع الذين يموتون من الجوع بشكل يومي.
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية، مما أدخل القطاع في حالة مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده، وتسمح بدخول كميات محدودة لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين الفلسطينيين.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي -بدعم أميركي- حرب إبادة على سكان قطاع غزة أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 61 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 155 ألفا وتشريد سكان القطاع كلهم تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية.
0 تعليق