محللون: لا مقومات للدروز للانفصال عن دمشق واللامركزية الحل الأفضل - هرم مصر

الكورة السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يرى محللون سياسيون أن الحل الأفضل في سوريا هو الحوار وإقامة إدارة لامركزية، وذلك بعد مظاهرة شعبية نظمها دروز في ساحة الكرامة في محافظة السويداء، حيث طالبوا بـ"حق تقرير المصير" ورفعوا خلالها علم إسرائيل.

وفي هذا السياق، لا تبدو مطالب انفصال السويداء واقعية، كما أن الأمر ليس سهلا، إذ لا توجد مقومات عند الدروز والأكراد لأسباب كثيرة، حسب ما يقوله الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات لقاء مكي لبرنامج "ما وراء الخبر".

وأكد مكي أن اللامركزية الإدارية تبدو أفضل الخيارات لحل أزمة السويداء وغيرها في سوريا، بدلا من الذهاب إلى مطالب الانفصال وتقسيم البلاد و"ربط تقرير المصير بعلم إسرائيل".

وتبدو الحكومة السورية بقيادة الرئيس أحمد الشرع في موقف قوي، خاصة مع التأييد الكبير لها باستثناء إسرائيل التي تحاول وحدها التلاعب في المشهد، لذلك "لن تجري أي حالة انفصال في المنطقة إلا بموافقات إقليمية ودولية".

وبناء على هذا الواقع السياسي، تراجعت مطالب إسرائيل إلى "حكم ذاتي" بعدما كانت تريد "كيانا درزيا انفصاليا" في الجنوب السوري، ولم تعد بوارد الانشغال بدروز سوريا، الذين استخدمتهم تل أبيب "أداة ابتزاز للحصول على بعض الإجراءات مثل التطبيع"، وفق مكي.

حوار جامع

ويعود سبب استمرار أزمة السويداء إلى عدم التوصل إلى حل سياسي أو توافق، وسط مخاوف من امتدادها، في ظل ترقب بقية الفرقاء مثل قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، حسب مدير المركز السوري للعدالة والمساءلة في واشنطن محمد العبد الله.

وتكمن مشكلة السويداء في بعدين اثنين، الأول: خلاف داخلي ضمن المحافظة بشأن حق تقرير المصير، خاصة مع استمرار الحصار عليها، مما يصعد من هذه المطالب، ويسمح لإسرائيل بالتدخل في سوريا.

كما أن هناك أزمة سياسية تعصف بسوريا- حسب العبد الله- محذرا من حافة أزمة أكبر تتجاوز مجرد مظاهرات ما لم تسارع السلطات في دمشق في عقد مؤتمر حوار يجمع مختلف الفرقاء.

إعلان

ووفق العبدالله، فإن اللامركزية الإدارية وإعادة النظر بالصيغة الدستورية التي حصرت الصلاحيات بيد الشرع هي أفضل الخيارات لقطع الطريق أمام إطالة الأزمة ومنع تدخلات أكبر لدول أخرى.

أجندات خارجية

من جهته، حذر الكاتب والباحث السياسي أحمد قاسم من أجندات خارجية تسمح بتدخل إسرائيل، مستدلا بمطالبة الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز حكمت الهجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتدخل.

وتهدف تحركات قوات الهجري -كما يقول قاسم- إلى "اختطاف" السويداء إلى اتجاه معين بعد الاعتداء على مشايخ عقل آخرين في المحافظة، وهو ما يعد خيانة عظمى.

وكذلك، فإن ما يجري في السويداء -وفق مكي- يندرج في سياق صراع جيوسياسي وترتيب أوضاع المنطقة، يهدف إلى استفزاز دمشق ودفعها للتدخل عسكريا ضد قوات الهجري، مما يرفع من منسوب تلك المطالب للمتمردين الدروز.

وفي ضوء هذا المشهد، فإن الحل يبدو بحوار يجمع الحكومة السورية مع شخصيات وطنية وأصوات سياسية في السويداء، حسب قاسم.

وكانت وسائل إعلام سورية أفادت باقتحام قوات تابعة للهجري مقام مشيخة العقل في بلدتي عين الزمان وسهوة البلاط بريف السويداء واعتدت على شيخي العقل يوسف جربوع وحمود الحناوي، كاشفة عن أن صورا للهجري رُفعت داخل المقام إلى جانب العلم الإسرائيلي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق