بعد مظاهرات السويداء.. ماذا تعرف عن حق تقرير المصير؟ - هرم مصر

الفجر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

شهدت محافظة السويداء السورية خلال الساعات القليلة الماضية مظاهرات واسعة حملت شعارات غير مسبوقة، من بينها المطالبة بـ حق تقرير المصير. هذا التطور يثير تساؤلات حول طبيعة هذا الحق في القانون الدولي، وحدود تطبيقه، وإلى أي مدى يمكن ربطه بالحالة السورية.

 


ما هو حق تقرير المصير؟

حق تقرير المصير هو مبدأ أساسي في القانون الدولي، يقرّ حق الشعوب في اختيار وضعها السياسي بحرية، سواء من خلال الاستقلال أو الاتحاد أو الحكم الذاتي، بما يضمن تحقيق مصالحها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وقد تم تكريسه في:

ميثاق الأمم المتحدة (المادة 1 والمادة 55).

العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية (1966).

العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (1966).

 


أبعاد حق تقرير المصير

1. البعد الداخلي:

مشاركة الشعوب في الحكم.

التمتع بحقوق المواطنة الكاملة.

إدارة الموارد والثروات بعدالة.

 

2. البعد الخارجي:

مرتبط أساسًا بحالات الاستعمار أو الاحتلال الأجنبي.

يمنح الشعوب الحق في الاستقلال الكامل وتأسيس دولة مستقلة.

 

 

 

حق تقرير المصير والانفصال

رغم أن بعض الحركات السياسية ترفع شعار الانفصال استنادًا إلى هذا الحق، إلا أن القانون الدولي لا يعترف بالانفصال إلا في ظروف استثنائية، أهمها:

استمرار القمع الممنهج والحرمان من الحقوق الأساسية.

وجود حالة احتلال أجنبي.

فشل الدولة الأم في ضمان الحقوق الأساسية لمكوناتها.


وبالتالي، فإن الأصل هو احترام وحدة الدولة مع ضمان حقوق المكونات داخلها.

 

مظاهرات السويداء والبعد القانوني

مظاهرات السويداء الأخيرة عبّرت عن غضب شعبي تجاه الأوضاع الاقتصادية والسياسية في سوريا.

رفع شعارات تقرير المصير يعكس شعورًا بالحرمان من الحقوق والمشاركة السياسية.

من منظور القانون الدولي:

المطالبة بالحقوق ضمن الدولة السورية يندرج تحت الشق الداخلي لحق تقرير المصير.

أما الدعوة للانفصال فهي تواجه تحديات قانونية وسياسية كبيرة، في ظل التمسك الدولي بمبدأ وحدة سوريا.


التحديات والسيناريوهات

1. السيناريو الأول – إصلاح داخلي: استجابة الحكومة السورية لمطالب المشاركة والحقوق، ما يعزز تقرير المصير الداخلي.


2. السيناريو الثاني – استمرار التهميش: قد يدفع بعض القوى المحلية إلى التصعيد والمطالبة بخيارات أكثر جذرية.


3. السيناريو الثالث – تدويل القضية: في حال استمرار الأزمة، قد تسعى بعض الأطراف إلى تدويل مطالب تقرير المصير، وهو ما يضعف سيادة الدولة.

 

في النهاية حق تقرير المصير هو سلاح ذو حدين؛ فهو في جوهره يهدف إلى ضمان الحرية والكرامة للشعوب، لكنه قد يتحول إلى أداة للانقسام إذا فشلت الدولة في إدارة تنوعها وضمان العدالة لمواطنيها. وفي الحالة السورية، يبقى التحدي الأساسي هو تحقيق مشاركة سياسية حقيقية تعزز الاستقرار وتحمي وحدة الدولة، مع الاستجابة لمطالب مكونات مثل السويداء في إطار وطني جامع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق