حرب تجارية بنكهة القهوة.. كيف تهدد الرسوم الأمريكية على البن البرازيلي فنجان قهوتك اليومي؟ - هرم مصر

رؤيه نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
من البرازيل إلى فنجانك.. القصة الكاملة للحرب التجارية التي قد تغير قهوتك للأبد

تعيش سوق القهوة العالمية حالة من الغليان، بعد أن فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية بنسبة 50% على واردات البن البرازيلي، في خطوة وصفت بأنها سياسية أكثر منها تجارية، وتهدد بإعادة رسم خريطة التجارة لواحدة من أكثر السلع تداولاً في العالم. هذا القرار لا يهدد فقط المزارعين في البرازيل، أكبر منتج ومصدر للقهوة في العالم، بل يهدد أيضاً برفع سعر فنجان القهوة اليومي للمستهلكين من الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط.


الخاسرون والرابحون: إعادة تشكيل خريطة التجارة

تعتبر هذه الرسوم ضربة قاسية للبرازيل، التي توفر نحو ثلث استهلاك السوق الأمريكية.

وقد دفع هذا الواقع البرازيل إلى البحث عن أسواق بديلة، حيث تبدو الصين والاتحاد الأوروبي الوجهات الأكثر احتمالاً، كما قامت بطلب مشاورات مع منظمة التجارة العالمية.

وعلى الجانب الآخر، تبرز دول أخرى كرابح رئيسي من هذه الحرب التجارية.

وتتصدر فيتنام، ثاني أكبر مصدر للبن في العالم، قائمة البدائل المحتملة للسوق الأمريكية، تليها دول مثل كولومبيا، وهندوراس، وإثيوبيا.

رد فعل عمالقة القهوة

تحركت الشركات العالمية بسرعة للتكيف مع الواقع الجديد.

فقد واجهت شركة "ستاربكس"، التي يعتمد 22% من قهوتها في أمريكا الشمالية على البرازيل، ضغوطاً فورية على أسهمها.

ورغم تأكيد رئيسها التنفيذي أن الأسعار ستظل مستقرة خلال 2025، إلا أنه لم يستبعد رفعها لاحقاً.

أما شركة "نستله"، فتعتمد على انتشارها العالمي لتعديل سلاسل التوريد، مستفيدة من استثماراتها في مصانع بالمكسيك لتوفير بديل قريب من السوق الأمريكية لا يخضع للرسوم.

التأثير على المستهلك: من أمريكا إلى الشرق الأوسط

أدت الرسوم إلى ارتفاع فوري في الأسواق العالمية، حيث قفزت أسعار العقود الآجلة للبن بنسبة 8% خلال أسبوع.

وهذا يعني أن المستهلك في الولايات المتحدة سيواجه فنجان قهوة أغلى ثمناً.

أما في أسواق الشرق الأوسط، فسيكون التأثير مزدوجاً.

فمن ناحية، سينعكس ارتفاع الأسعار العالمية على تكاليف الاستيراد. ومن ناحية أخرى، قد تستفيد المنطقة من بحث البرازيل عن أسواق جديدة، مما قد يتيح فرصاً للحصول على البن بأسعار تفاوضية.

وفي ظل طفرة ثقافة القهوة التي تشهدها المنطقة، والتي تتميز بنمو سوق المقاهي بأكثر من 11% خلال عام واحد، يظل الطلب قوياً، لكن المستهلك المنزلي هو من سيشعر بالضغط الأكبر.

ليست كل أنواع القهوة متساوية

يُعد بن "أرابيكا" الفاخر، الذي يشكل 60-70% من الإنتاج العالمي ومعظم صادرات البرازيل للولايات المتحدة، هو الأكثر تأثراً بالرسوم.

أما بن "روبوستا"، الأرخص ثمناً والذي يستخدم في القهوة سريعة التحضير، فهو أقل تأثراً، ولكن قد تلجأ بعض الشركات إلى زيادة استخدامه في خلطاتها لتقليل التكلفة، مما قد يؤثر على المذاق النهائي للمنتج.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق