تتمتع دولة الإمارات بمكانة إقليمية وعالمية على مستوى تحوّل الطاقة، مدفوعةً باستراتيجية طموحة ورؤية مستقبلية، نحو اقتصاد منخفض الكربون، انطلاقاً من استراتيجية ومبادرة الحياد المناخي 2050، عبر بناء نهج متعدِّد المسارات، يُرسِّخ ريادتها في مجال الطاقة النظيفة.
تؤكد دولة الإمارات التزامها الراسخ بالابتكار في قطاع الطاقة على المدى الطويل، وترسيخ موقع الدولة كمنتج ومصدر للهيدروجين مع شراكات فاعلة بين القطاعين العام والخاص، بما يُسهم في بناء منظومة طاقة قوية وقادرة على تلبية متطلبات المستقبل، وفقاً لشركة «ميتسوبيشي باور».
شراكات استراتيجية
قال خالد سالم، الرئيس الإقليمي للشركة ل «الخليج»: إن الشركة لديها شراكات استراتيجية، تشمل توريد أحدث الحلول التقنية المتقدمة لإنتاج الطاقة وتدريب الكفاءات الإماراتية، كما قامت على مدار عقود بالمساهمة بدور محوري في تعزيز قطاع الطاقة في الدولة، عبر توفير أحدث تقنيات التوربينات الغازية، وتقديم حلول متكاملة بعقود طويلة الأجل، بما يدعم الاستراتيجيات المحلية في مجالي الطاقة والصناعة.
وأوضح: لا تقتصر مساهمة الشركة على تقديم الحلول التقنية، بل تمتد لتشمل استثماراً فاعلاً في دعم الاقتصاد المحلي، من خلال توفير فرص عمل نوعية وتأهيل الكفاءات الإماراتية في قطاع الطاقة ونقل المعرفة، بما ينسجم مع رؤية الإمارات لتحقيق نمو مستدام واقتصاد متنوع.
وأشار سالم إلى أن مركز خدمة «ميتسوبيشي باور» في أبوظبي، يواصل دعم مسيرة التنمية في دولة الإمارات، حيث تم إنشاؤه قبل 10 أعوام، ليكون منصة فاعلة لتأهيل الكفاءات الوطنية وتطويرها.
ويأتي هذا المركز منسجماً مع مبادرة «اصنع في الإمارات»، ويقدِّم خدماته لعددٍ من الشركاء الاستراتيجيين، كما يتيح فرصاً نوعية للكوادر الإماراتية للالتحاق بمسارات وظيفية متقدّمة، ويساهم في تطوير قدرات تقنية عالية تدعم تحقيق أهداف التنمية الوطنية.
محطة الفجيرة
تابع سالم: في مجال توليد الطاقة، تُمثِّل تقنية التوربينات الغازية التي طوَّرتها الشركة العنصر المحوري في محطة الفجيرة، التي ستُعدّ أكبر محطة لتوليد الطاقة، باستخدام الغاز في دولة الإمارات عند تشغيلها.
وأضاف، تعتمد المحطة، التي تصل تكلفتها إلى 4.19 مليار درهم، على تقنية الدورة المركّبة عالية الكفاءة، ومن المتوقع أن تلعب دوراً محورياً في دعم منظومة توليد الكهرباء داخل الدولة، فضلاً عن مساهمتها في تعزيز شبكة الربط الكهربائي بين دول الخليج العربي.
محطة «اللية»
تشارك الشركة في دعم محطة «اللية» في الشارقة، لتوليد الكهرباء العاملة بتقنية الدورة المركّبة، من خلال تزويدها بتوربينين غازيين من طراز(M701F)، بقدرة إنتاجية إجمالية تبلغ 1,026.3 ميغاواط.
وتُعدّ المحطة، التي تتولى تشغيلها هيئة كهرباء ومياه الشارقة، التي تزود ما يعادل 20% من احتياجات الإمارة بالطاقة، محطة محورية ضمن مساعي الشركة لتقديم حلول فعَّالة لتوليد الكهرباء.
وقال سالم: على مدى أكثر من 60 عاماً، تُعدّ «ميتسوبيشي باور» شريكاً رئيسياً في قطاع الطاقة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث أدّت دوراً محورياً في دفع عجلة تطوير البنية التحتية للطاقة في المنطقة.
وبيّن: من خلال المقر الإقليمي في دبي، قدَّمت الشركة حلولاً مبتكرة في مجال الطاقة، وتولّت تنفيذ مشاريع كبرى لإعادة تأهيل محطات التوليد، إلى جانب تنفيذ عمليات تحديث نوعية للعديد من المحطات بدول الخليج العربي وخارجها.
وقال: «تملك دولة الإمارات كل المقومات للموازنة بين إزالة الكربون وضمان أمن الطاقة، مما يتيح لها التقدُّم بثبات نحو الوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية، مع الحفاظ على الاعتمادية والموثوقية والكفاءة التشغيلية.
البنية التحتية في دولة الإمارات
تساهم البنية التحتية للغاز في دولة الإمارات في دعم جهود التحوّل إلى الطاقة النظيفة، قال سالم: يُشكِّل الغاز الطبيعي ركيزة انتقالية مهمة في مسار دولة الإمارات نحو تقليل الاعتماد على النفط، وتعزيز مزيج الطاقة النظيفة.وتوفِّر التوربينات الغازية المتطورة، التي تطورها الشركة والجاهزة للعمل بالهيدروجين، خياراً موثوقاً لتحقيق تحوّلٍ تدريجي ومستقر نحو مستقبل منخفض الكربون.إن التوربينات الغازية قادرة حالياً على العمل بمزيج يحتوي على 50% من الهيدروجين، ضمن خطة واضحة للوصول إلى احتراق كامل للهيدروجين بنسبة 100%، بحلول عام 2030.
0 تعليق