على الرغم من استقرار المواد الغذائية في مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر يوليو/ تموز، مقارنة بالشهر السابق، فإن السلع الحساسة للرسوم الجمركية مثل حبوب القهوة والشاي الفاخر والتوابل، تشهد زيادات ملحوظة، ما يثير قلق التجار والمستوردين، خصوصاً أصحاب الأعمال الصغيرة.
163 ملياراً واردات غذاء متأثرة بالرسوم
وفقاً لبيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي، قفزت أسعار القهوة بنسبة 14.5% على أساس سنوي، الشهر الماضي، ليصل متوسط سعر الرطل المطحون منها إلى 8.41 دولار. وبينما بقيت أسعار الغذاء الإجمالية دون تغيير شهرياً، فإنها لا تزال أعلى بنسبة 2.9%، مقارنة بعام 2024.
بين الجودة والاستمرار
أكدت أنجالي بهارغافا، مؤسسة علامة «أنجالي كب» التجارية، التي تبيع مزيج التوابل والشاي المستوحى من الطب الهندي القديم، أن جميع مصادر الكافيين لديها مستوردة من الخارج، بما في ذلك الشاي والفلفل من الهند، والزعفران من أفغانستان، كما أن تصنيع العلب يتم في الصين. وتخشى بهارغافا من أن تؤدي الرسوم على الشاي الهندي بنسبة 50%، إلى إضعاف قدرتها على المنافسة، خاصة في متاجر كبرى مثل «هول فودز»، حيث هامش تغيير الأسعار محدود.
وقالت: «هذه الرسوم تجبرنا على الاختيار بين الحفاظ على الجودة أو البقاء في السوق، وكثير من الشركات الصغيرة لن تنجو من هذه المفاضلة».
معاناة المقاهي والمطاعم
قالت جيسيكا سيمونز، مالكة مقهى في نبراسكا، إن أسعار المشروبات لديها ارتفعت بين 18 و25%، منذ يناير/ كانون الثاني، مؤكدة أنها تتغير بسرعة تجعل إعادة طباعة قوائم جديدة كل مرة أمراً غير مجدٍ، ما يضطرها دوماً لفرض رسم إضافي بنسبة 3% على القهوة، لأن هوامش الربح باتت ضيقة، فالرسوم الجمركية تجعل من الصعب على الأعمال الصغيرة الاستمرار. مشيرة في الوقت نفسه إلى ارتفاع أسعار منتجات أخرى مثل الأفوكادو والطماطم.
قيود على البدائل
أشارت مؤسسة الضرائب الأمريكية إلى أن نحو 74% من واردات الغذاء إلى البلاد، أي ما يعادل 163 مليار دولار، ستخضع لرسوم جمركية. وقال جوش تايتلباوم، المستشار القانوني في شركة «أكين»، إن بعض الشركات التي تستورد مواد لا يمكن إنتاجها محلياً، مثل القهوة أو ماء جوز الهند، تواجه صعوبات في إيجاد بدائل من دول أخرى لتجنب الرسوم، فهم يشعرون بأنهم عالقون في مواجهة تعريفة جمركية أعلى، بغض النظر عن مصدر وارداتهم.
حذرت هيذر رايس من شركة «كيه بي إم جي»، من أن تأثير الرسوم قد تمتد إلى المنتجات في متاجر البقالة، خاصة مع تقليص برنامج المساعدات الغذائية، بموجب قانون ترامب «ون بيغ بيوتفل»، ما يضغط على توقعات المبيعات. وأشارت إلى أن بعض الفواكه والمنتجات المستوردة مثل الموز والكيوي، قد تشهد نقصاً أو ارتفاعاً في الأسعار، ما قد يغيّر تنوع المنتجات المتاحة على مدار العام.
واستناداً إلى ما سبق، ربما تستطيع شركات القهوة والشاي والتوابل الكبرى استيعاب صدمة الرسوم الجمركية، لكن الصغيرة منها ستحتاج إلى حماية هوامش ربحها، لضمان استمرارية الأعمال، أو قد يصبحون الضحايا الأبرز لهذه السياسات، ما يهدد بتغيير وجه السوق، وفقدان جزء من تنوعه ونكهته.
0 تعليق