
الطفلة
فاتن الشعبانى
في مشهد إنساني لافت يعكس شهامة البورسعيدية، بادر المئات من أهالي بورسعيد بتقديم طلبات لتبني الطفلة التي أُطلق عليها اسم "قمر"، بعدما عُثر عليها حديثة الولادة داخل حمام قسم الطوارئ بمستشفى الزهور في واقعة هزّت الشارع البورسعيدي.
بداية القصة.. ولادة سرية وجريمة قاسية
القصة بدأت عندما تسللت سيدة في ساعة متأخرة من الليل إلى دورة مياه قسم الطوارئ بالمستشفى، مدعية أنها تعاني من إمساك شديد.دخلت الحمام وهي تتألم، ثم وضعت طفلتها في الخفاء، قبل أن تقطع الحبل السري وتضعها داخل قاعدة المرحاض وتشّد السيفون محاولة التخلص منها، في مشهد صادم يفتقر لكل معاني الإنسانية.
لم تمضِ دقائق حتى لاحظت إحدى العاملات آثار دماء داخل الحمام، وعندما رفعت غطاء المرحاض فوجئت بالمولودة غارقة في المياه تصارع الموت.
اللحظة الفارقة.. إنقاذ "قمر"
على الرغم من أن مستشفى الزهور لا يضم قسمًا للنساء والتوليد، تحرك الأطباء وأطقم التمريض بسرعة فائقة، وانتشلوا الطفلة وقدّموا لها الإسعافات اللازمة، قبل نقلها إلى حضّانة بمستشفى السلام لتلقي الرعاية الطبية. وأكد مصدر طبي أن يقظة العاملين وسرعة التدخل كانا السبب في إنقاذ حياتها.
كشف لغز الأم القاسية
على الفور تم إبلاغ الأجهزة الأمنية التي نجحت في تحديد هوية المتهمة والقبض عليها، ليتبين أنها والدة الطفلة، وأنها حملت بها سفاحًا نتيجة تعدد علاقاتها غير الشرعية. كانت الأم قد دخلت المستشفى ببطاقة مزورة، وأوهمت الأطباء بأنها تعاني من مشاكل بالمعدة لتتمكن من الولادة في الخفاء. وتم تحرير محضر بالواقعة وإحالتها للتحقيق.
شهامة بورسعيدية.. مئات طلبات التبني
الطفلة التي أطلق عليها الأطباء اسم "قمر" أصبحت حديث المدينة، حيث انهالت طلبات التبني على المستشفى فور الإعلان عن الواقعة، في مشهد يعكس أصالة المجتمع البورسعيدي وتعاطفه مع الطفولة البريئة التي دفعت ثمن الخطيئة دون ذنب.
0 تعليق