كتب خليل الشيخ:
"حياة لا تطاق والأفضل أن نموت على أن نعيش بهذه الظروف المأساوية"، هكذا لخص المواطن ناهض الغولة (35 عاماً) معاناة النازحين الذين يقطنون في الخيام بقطاع غزة، بسبب الحر الشديد والقتل والنزوح والتدمير والتجويع وندرة الماء.
وقال: "لم نعد نطيق هذه الظروف، والحر الشديد جعلنا نترك الخيام لننام في العراء وعلى جوانب الطرق والخيام، هرباً من ارتفاع الحرارة داخل الخيام"، وأضاف: "تخيّل أن عدداً كبيراً من أفراد الأسرة الواحدة ينامون معاً في هذه الخيام المصنوعة من البلاستيك أو القماش في عز الحر"، مشيراً إلى أن النازحين لم يعودوا يطيقون الخيام ولا الحر، ولا ضيق المساحة، في وقت يتزايد النزوح والقصف والقتل ونقص الطعام والشعور بالجوع والمرض.
وتابع الغولة، الذي ينزح في محيط المجلس التشريعي غرب مدينة غزة: "يجب أن لا نقول إننا عايشين بل نحن موتى على شكل أحياء".
وأجبر الارتفاع الكبير في درجات الحرارة الكثير من قاطني الخيام على عدم الجلوس أو النوم داخلها، والمبيت في العراء بحثاً عن نسمة هواء قد تلطف عليهم الأجواء، لكن المعاناة تبقى ماثلة أمامهم بسبب ندرة الماء سواء للشرب أو الاستجمام.
"من أسبوع وأنا بنام في الخلاء تركت الخيمة عشان الشوب والحر اللي بداخلها ولما أعطش بلاقيش ماء للشرب أو الاستحمام"، قال الشاب مهند عاشور (26 عاماً) الذي ينزح في مخيم "الديوان" غرب غزة، معبراً عن حالة الامتعاض التي يشعر بها غالبية النازحين بسبب رداءة وقسوة الظروف المعيشية للنازحين.
وأضاف: "مش بس أنا، غالبية شباب المخيم بناموا برة محدش بنام في الخيم إلا النساء بسبب الحر في الليل"، مشيراً إلى أن الرطوبة بسبب القرب من البحر زادت من الشعور بالحر الشديد.
لم يكن الحر وحده هو سبب المعاناة التي يشعر بها النازحون في قطاع غزة، بل تحليق طائرات "كواد كابتر" أثار حالة من الرعب والخوف لديهم، خاصة في ساعات الليل، حسب المواطن نادر أبو رياش في الثلاثينيات من عمره.
وقال: "لاحظنا خلال الأيام القليلة الماضية تحليقاً مكثفاً لهذا النوع من الطائرات على مسافات منخفضة فوق خيام النازحين".
وأشار أبو رياش من مخيم "الميناء" نقلاً عن عدد كبير من المواطنين، إلى تحليق "كواد كابتر" في عدة مناطق غرب مدينة غزة، بالتزامن مع قيام هؤلاء بالمبيت خارج الخيام، معرباً عن قلقه من قيام هذه الطائرات باستهداف النازحين.
وتواجه النساء نوعاً آخر من المعاناة بسبب الحر الشديد، لاسيما أنهن مكلفات بإنجاز أعمال الطبخ والخبز أمام موقد النار طوال ساعات النهار.
وقالت "أم فضل" (50 عاماً): في النهار بطبخ وبخبز ما قد يتوفر من طعام ودقيق بواسطة موقد نار تحت الشمس، وفي الليل أعاني من الحر والرطوبة لدرجة يصعب علي النوم وأخذ قسط من الراحة".
وبينت أن ظروف عيشها ونزوحها الصعبة تشبه حالة غالبية النساء النازحات في قطاع غزة.
وينتظر هؤلاء النازحون أي تغيير في ظروفهم وذلك بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومحاولة إدخال تحسينات على ظروف عيشهم.
0 تعليق