مسرحية السذاجة العربية وعرس الطائرات الإسرائيلية! #عاجل - هرم مصر

منوعات 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مسرحية السذاجة العربية وعرس الطائرات الإسرائيلية! #عاجل - هرم مصر, اليوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 11:41 مساءً

هرم مصر - جو 24 :

كتب أ. د. محمد تركي بني سلامة - 

لا شك أن حادثة الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر الشقيقة تمثل نقطة تحول تاريخية في مسيرة الصراع العربي الإسرائيلي. فهي لم تكن مجرد قصف عابر، بل كانت صفعة على وجه كل من لا يزال يحلم – أو يتوهم – أن الذئب قد يتحول يوماً إلى حمل وديع. إسرائيل أثبتت للعالم، وللعرب خصوصاً، أنها لا تعبأ بقانون دولي، ولا تقيم وزناً لمعاهدات، وأنها تسخر من كل من يحاول أن يقنع نفسه بإمكانية التعايش مع عصابة اغتصبت أرض فلسطين وما زالت تتفنن في إذلال العرب جميعاً.

أشعر بالاستغراب – بل بالاشمئزاز – من دهشة بعض المسؤولين العرب الذين "تفاجأوا" بهذا الاعتداء. هل حقاً ما زالوا ينتظرون من هذه العصابة احترام المواثيق أو مراعاة حسن الجوار؟ أليس من العبث أن تراهن أمة كاملة على إمكانية إقامة علاقات طبيعية مع من تخصص في الغدر والخيانة؟ إن كان هذا هو مستوى التفكير الاستراتيجي، فهنيئاً لإسرائيل بنصر مجاني متجدد، وللعرب بمسرحية لا تنتهي عنوانها "سذاجة في قمة الوقاحة".

ما يثير السخرية حد البكاء أن الطائرات الإسرائيلية التي انطلقت من كيان الاحتلال عبرت أجواء عربية، فوق أراضٍ عربية، لتصل إلى أهدافها في قطر، ثم تعود أدراجها بكل أريحية بعد أن "تزوجت" بالوقود فوق السماء العربية. والمفارقة المضحكة المبكية: هذه الأجواء هي ذاتها التي تملؤها القواعد العسكرية الأمريكية من المحيط إلى الخليج. إذاً ما فائدة هذه القواعد التي تُباع لنا على أنها صمام الأمان؟ هل هي مجرد ديكور عسكري، أم أنها شواهد شاهقة على تبعية مهينة؟

إن الحديث عن القواعد العسكرية الأجنبية في بلاد العرب يقودنا إلى مفارقة أشد إيلاماً. مليارات الدولارات تُنفق سنوياً على هذه القواعد، وعلى طائرات الأواكس وأجهزة الرادار التي يفترض أن تكشف السماء وتحمي الأرض، فإذا بها تترك أرضنا مكشوفة تماماً ومخترقة ومهددة. فما قيمة كل هذا الإنفاق إذا كان لا يمنع طائرة معادية واحدة من الوصول إلى عاصمة عربية وقصفها؟ أهذه الأسلحة والقواعد والطائرات موجودة لحماية الأوطان، أم أنها للزينة فقط في معارض السلاح وبيانات المؤتمرات الصحفية؟ أهي مظاهر قوة حقيقية، أم أدوات ابتزاز سياسي ومالي تجعل الأرض العربية ساحة مفتوحة للغزاة والطامعين؟

أولئك الذين أقاموا علاقات طبيعية مع إسرائيل ويظنون أنهم بمأمن من العدوان، عليهم أن يستعدوا جيداً للصفعة التالية. فإسرائيل لا ترى فيهم شركاء سلام، بل أدوات مجانية تُستَخدم عند الحاجة. إسرائيل تتصرف كبلطجي حيّ شعبي يعرف أن لا شرطة ستوقفه، ولا محكمة ستسائله، فيتمادى ويتمادى حتى يلتهم الجميع. أما من يعتقد أن الدور لن يصله، فهو كمن ينام في بيت من قش ويضحك على نفسه لأنه يمتلك طفاية حريق.

نأمل – وأقولها بمرارة – أن تكون هذه الحادثة قد دقت ناقوس الخطر مجدداً. لكن، ووفقاً لتجاربنا السابقة، فإن الناقوس العربي لا يُسمع إلا في المؤتمرات الصحفية، ثم يُخزّن في الأرشيف بجانب آلاف البيانات "المنددة والمستنكرة". لقد ملّت الشعوب من بيانات "نستنكر بشدة"، "ندين بأقوى العبارات"، و"نحذر من مغبة كذا وكذا". لقد صار الموقف العربي الرسمي كوميديا سوداء: كلما زاد العدوان، ارتفعت نبرة الشجب، ثم خمدت حتى الاعتداء التالي.

الاعتداء على قطر ليس مجرد اعتداء على دولة بعينها، بل هو رسالة إسرائيلية لكل العرب: أنتم جميعاً أهداف مؤجلة. وإذا لم تستفق الأمة من غيبوبتها، فإن القادم سيكون أكثر قسوة وسخرية. التاريخ لا يرحم، والشعوب لا تُخدع إلى الأبد. آن الأوان لوقف هذه المهزلة قبل أن نصبح جميعاً أبطالاً في مسرحية عنوانها: "سذاجة العرب… وعربدة إسرائيل".

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : مسرحية السذاجة العربية وعرس الطائرات الإسرائيلية! #عاجل - هرم مصر, اليوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 11:41 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق