اتهمت موسكو كييف بتأجيل تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى وجثامين الجنود الذي تم التوصل إليه خلال الجولة الثانية من المحادثات في إسطنبول.
وأعربت روسيا عن أملها في أن تتخذ أوكرانيا قريبًا "القرارات اللازمة" للمضي قدمًا في تنفيذ الاتفاق.
أعلن فلاديمير ميدينسكي، رئيس الوفد الروسي في المفاوضات، أن روسيا بدأت بالفعل في تنفيذ الاتفاق من جانبها، حيث قامت بنقل 1,212 جثمانًا لجنود أوكرانيين في شاحنات مبردة، تمهيدًا لتسليمهم إلى الجانب الأوكراني.
كما أبدت موسكو استعدادها لتبادل أسرى من الفئات الإنسانية، مثل المرضى والجرحى والشباب دون سن 25 عامًا. إلا أن ميدينسكي أشار إلى أن أوكرانيا لم تحضر في الموعد المحدد للتبادل، واصفًا الأعذار المقدمة من كييف بأنها "غريبة" .
من جانبها، نفت أوكرانيا الاتهامات الروسية، مؤكدة التزامها بالاتفاقات المبرمة في إسطنبول. وأوضح مركز تنسيق شؤون أسرى الحرب الأوكراني أن كييف قدمت قوائم الأسرى وفقًا للمعايير المتفق عليها، بينما لم تتطابق القوائم الروسية مع تلك المعايير.
وأضافت أوكرانيا أن روسيا قامت بإجراءات أحادية الجانب خارج إطار الاتفاق، مما أدى إلى تعقيد تنفيذ التبادل .
وتأتي هذه التوترات في ظل تصعيد عسكري متواصل، حيث شنت روسيا هجمات جوية مكثفة على مناطق أوكرانية، بما في ذلك خاركيف وخيرسون، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
في المقابل، أعلنت أوكرانيا عن إسقاط طائرة روسية من طراز "سو-35" وتدمير جزء من أسطول القاذفات الاستراتيجية الروسية في هجوم بطائرات مسيرة، وفقا لـ موقع صحيفة ذا جارديان.
وسبق أن نجحت وساطات دولية، خاصة من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة، في تسهيل عمليات تبادل الأسرى بين الطرفين. ففي يناير 2025، تم تبادل 50 أسير حرب بين روسيا وأوكرانيا بوساطة إماراتية.
كما شهدت الأشهر الماضية عدة عمليات تبادل أخرى، مما يعكس إمكانية تحقيق تقدم في هذا الملف رغم التوترات المستمرة.
يُعد ملف تبادل الأسرى من القضايا الإنسانية الحساسة في الصراع الروسي الأوكراني.
ورغم التوترات السياسية والعسكرية، فإن نجاح عمليات التبادل السابقة يشير إلى إمكانية التوصل إلى حلول إذا ما توفرت الإرادة السياسية والالتزام بالاتفاقات المبرمة.
ويبقى الأمل معقودًا على استئناف المفاوضات وتنفيذ الاتفاقات بما يخفف من معاناة الأسرى وذويهم.
0 تعليق