نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«هجوم إسرائيل على الدوحة».. قطر بين الرد الدبلوماسي وتراجع الثقة في الولايات المتحدة - هرم مصر, اليوم الخميس 11 سبتمبر 2025 06:15 مساءً
هرم مصر - في 9 سبتمبر، نفّذت إسرائيل ضربة جوية في العاصمة القطرية الدوحة استهدفت قادة من حركة حماس كانوا يُجَرون مفاوضات لوقف إطلاق النار، ما أسفر عن مقتل عدد من الأفراد، بينهم ضابط أمني قطري. هذه الواقعة تمثل أول هجوم إسرائيلي مباشر داخل دول الخليج يُعلن عنه رسميًا، وقد أشعلت جدلاً دوليًا واسعًا بشأن احترام السيادة، دور قطر كوسيط، ومصداقية التزام الولايات المتحدة بضمان حماية حلفائها الإقليميين. فهناك سيناريوهات الرد القطري المحتملة، تأثير الحادث على الثقة بين الدوحة وواشنطن
الوقائع الأساسية المباشرة
الضربة استهدفت اجتماعًا لقادة حماس في الدوحة، كانوا يناقشون مقترحًا أميركيًّا لوقف إطلاق النار.
إسرائيل تقول إن الضربة مبرّرة لأنها استهدفت أعضاء قياديين في حماس.
قطر دانت الهجوم بشدة، واصفة إياه بـ “إرهاب الدولة” وكسرًا لسيادتها.
رد فعل الولايات المتحدة جاء متأخرًا ومتحفظًا، حيث عبّر الرئيس دونالد ترامب عن استيائه وقال إنه يشعر “بأسف شديد” للموقع الذي وقع فيه الهجوم، دون أن يقم بإدانة قوية أو إجراءات واضحة وصريحه ضد إسرائيل حتى الآن.
سيناريوهات الرد القطري المحتملة
وفق أراء محللين وقراءات سياسية، أمام قطر عدة خيارات للرد، منها:
الرد الدبلوماسي المكثف
تقديم شكوى رسمية إلى الأمم المتحدة، والتحرك في مجلس الأمن الدولي.
استدعاء سفراء دول معنية وطلب توضيحات من إسرائيل والولايات المتحدة.
تكثيف المواقف الرسمية، التحالف مع دول الخليج وتركيا للسعي لبيان مشترك يدين الهجوم.
التصعيد الرمزي أو العملياتي المحدود
سحب أو تعليق مؤقت لدور الوساطة الذي تلعبه قطر في مفاوضات غزة إذا لم تُقدَّم ضمانات بعدم تكرار مثل هذه الهجمات.
فرض ضغوط اقتصادية أو سياسية، مثل مراجعة استثمارات قطر أو التأثير على علاقاتها مع الدول المؤيدة لإسرائيل.
طلب تعويضات أو ضمانات أمنية جديدة ضمن الاتفاقيات الثنائية بين الدول.
تحوّل في استراتيجية الأمن والتحالفات
تعزيز القدرات الدفاعية الذاتية، ربما التعاون مع دول أو جهات غير تقليدية في المجالات الأمنية (روسيا، الصين، تحالفات إقليمية).
مراجعة علاقة الاستضافة الأمريكية لقاعدة العديد، أو المطالبة بتعزيز ضمانات الحماية الأمريكية.
إعادة التوازن في العلاقات الخارجية القطرية، مع تأكيد استقلالية قراراتها، وربما التململ من التعويل الكبير على الولايات المتحدة كضامن أمني.
التحرك القانوني والتوثيق الإعلامي
تشكيل لجنة قانونية وطنية لرفع دعاوى أمام المحاكم الدولية أو المنظمات الحقوقية.
جمع أدلة للشهادة على الأضرار والخروقات، وإطلاق حملات إعلامية توضح الانتهاك للقانون الدولي ولمبدأ سيادة الدول.
تأثير الهجوم على ثقة قطر في الولايات المتحدة
المحللون يرون أن الحادثة قد تُحدث هزة في العلاقة بين الدوحة وواشنطن من عدة نواحٍ:
مصداقية الضمانات الأمنية الأمريكية:
الهجوم يشكّل اختبارًا لمدى قدرة الولايات المتحدة على حماية حلفائها، خصوصًا عندما تتخذ إسرائيل إجراءات دون تنسيق كافٍ مع واشنطن.
الوساطة والدور القطري كجسر سلام
قطر تُعد وسيطًا محوريًا في مفاوضات غزة وغيرها، لكن استهداف شخصيات كانت ضمن مفاوضات يُضعف موقعها إذا بقيت عرضة لمثل هذه الهجمات دون تعويضات أو ضمانات.
الاعتماد على الولايات المتحدة
الاعتماد الطويل الأمد على الحماية والدعم الأمريكي قد يُعاد تقييمه، خاصة إذا تزايدت الشعور بأن واشنطن لا تتصرف بحزم عند انتهاك سيادة دولة تدعمها. يعتقد بعض الخبراء أن قطر والدول الخليجية قد تُسرّع من سياسات التنويع في التحالفات الأمنية.
الردود السياسية الداخلية والإقليمية
الهجوم خلق حالة من الغضب الشعبي، والإعلام القطري والإقليمي يستفيد من هذه الحادثة لتعزيز السرد القومي عن السيادة والاعتداء الخارجي. كذلك دول الجوار قد تستخدم الموقف للتأكيد على معاداة الضربات الإسرائيلية داخل أراضي عربية.
آراء خبراء ومحللين
سينزيا بيانكو من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ترى أن قطر قد تستخدم دورها كوسيط كورقة ضغط، لكن لن تتخلى عن الوساطة بسهولة لأنها جزء أساس من سياستها الخارجية.
سنام وكيل من تشاتام هاوس تقولو إن الهجوم يُعد “صدمة تاريخية” تدفع قطر والدول الخليجية إلى تأكيد استقلالها الاستراتيجي وأمنها، والتفكير في شراكات متعددة غير تقليدية.
ومن جانبه صرح المحلل العربي الأمريكي خليل جاهشان أن الرد الأمريكي المتأخر والمتحفظ قد يُلحق ضرراً بمصداقية الولايات المتحدة في المنطقة، خاصة لدى حلفائها من دول الخليج.
ردود الصحف العالمية
وبدورها وصفت صحيفة The Guardian: الهجوم بأنه جعل “أي أمل في إطلاق سراح الرهائن في غزة ينهار” وأن استهداف مفاوضين أثناء عمليات السلام يُفقِد الثقة الدولية.
Reuters: ركزت على أن الحادث يُشكل اختبارًا للعلاقة الأميركية – الإسرائيلية، خصوصًا في الضوء أن الولايات المتحدة صرّحت بأنها لم تُوافق مسبقًا على الهجوم، أو لم تُعرف التفاصيل كاملة.
AP News: أبرزت أن الهجوم زاد من تخوفات من انفراط الوساطة القطرية، وأن قطر تعتبر الهجوم تهديدًا لدورها، مع احتمال أن ترد دبلوماسيًا أكثر مما قد تفعله عمليًا.
El País (إسبانيا): قالت إن الضربة تركت المفاوضات على وقف إطلاق النار “معلقة في الهواء” وأنها تحدٍّ لدور الوساطة الذي كانت تقوم به الدوحة.
ماذا يُتوقَّع من الآن فصاعدًا؟
الهجوم الإسرائيلي على الدوحة من المرجح أن يدخل العلاقات الدولية في الشرق الأوسط إلى طور جديد. قطر تواجه الآن اختبارًا للرد للأمام: كيف تحفظ معتقداتها بسيادتها وتوازنها كوسيط دون الانزلاق لتصعيد عسكري مفتوح؟ الولايات المتحدة من جانبها تواجه تحديًا في استعادة الثقة لدى شركائها في الخليج، وإثبات أن قوتها لا تُستخدم كغطاء لتجاوزات أو خروقات سيادية.
إذا ما استمرت قطر في التمسك بدورها الوسيط، قد تطالب بمزيد من الشفافية في التنسيق الأمني مع واشنطن، وربما ضمانات مكتوبة تمنع تكرار مثل هذا الحادث. وقد تشهد الأيام القادمة إعلانًا عن تحرك دبلوماسي كبير من الدوحة – في الأمم المتحدة أو في مؤسسات حقوقية – وربما إعادة تقييم لطبيعة التعاون الأمني مع الولايات المتحدة
0 تعليق