العلاقات القطرية - الأميركيّة في مهب الضّربات الإسرائيليّة... قاعدة العديد وهديّة الطائرة لم تحميا الدوحة! - هرم مصر

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العلاقات القطرية - الأميركيّة في مهب الضّربات الإسرائيليّة... قاعدة العديد وهديّة الطائرة لم تحميا الدوحة! - هرم مصر, اليوم الخميس 11 سبتمبر 2025 01:34 صباحاً

هرم مصر - يبدو أن هدية الطائرة العملاقة التي بلغت كلفتها أكثر من 400 مليون دولار للرئيس الأميركي دونالد ترامب لم تكن كافية لحماية قطر من تصاعد العنف في الشرق الأوسط. إذ تعرّضت الدوحة لهجوم إسرائيلي غير مسبوق فتح الباب على تساؤلات عدّة عن أمن منطقة الخليج العربي.

استضافت قطر مكاتب "حماس" عام 2012 بموافقة أميركية، وكان من المفترض أن تكون هذه الموافقة بمثابة ضمانة أمنية لا تهاجم بموجبها إسرائيل الحركة في الدوحة. ووفق الحسابات القطرية، فإن العلاقة المتينة مع الولايات المتحدة، واستضافة قواعد استراتيجية كقاعدة العديد والمساعدة في إجلاء مواطنين أميركيين من أفغانستان وتوفير استثمارات لترامب ستكون ضمانات أمنية كافية.

لكن هذه المشهدية بمجملها لم تحم قطر من الاستهداف، والضربات الإسرائيلية حطّمت هذا الوهم، وفق ما ورد في تقرير لوكالة "أسوشييتد برس". ثمّة فرضية تقول إن الحماية الأمنية التي توفرها الولايات المتحدة كانت من إيران وسياساتها العدائية تجاه دول الخليج في مراحل سابقة، لكن هذا التصوّر محدود، وكان من المفترض أن الحماية من إسرائيل تحصيل حاصل.

العلاقة القطرية – الأميركية ستتأثّر، لأن الولايات المتحدة علمت على الأرجح بالهجوم الإسرائيلي وسمحت به، بغض النظر ما إذا كانت أبلغت قطر به أم لم تفعل. وفي هذا السياق، تقول سانام وكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "تشاتام هاوس" إن "موثوقية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ستكون موضع شك"، وهذا الواقع لن يقتصر على قطر بل سينسحب على دول الخليج.

حماية من إيران فقط؟

الباحث في مؤسسة "سانتشوري" للأبحاث سام هيلر يوافق على هذا التوصيف، ويقول لـ"النهار" إن أحد أسباب حفاظ قطر ودول الخليج على علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، واستضافة بنى تحتية عسكرية أميركية حيوية، يكمن في افتراض أن الولايات المتحدة "ستوفر لهم بعض الحماية وضمانات الدعم"، لكن يبدو أن هذا الهجوم الإسرائيلي "قد كذب هذا الالتزام الأميركي".

 

قطر (أ ف ب).

 

الحماية الأميركية لقطر تكمن في القرار السياسي أكثر من القدرات العسكرية، مع العلم أن الولايات المتحدة نشرت بطاريات دفاعية كانت قد استخدمتها خلال الهجوم الإيراني. وانطلاقاً من أن واشنطن كانت على علم بالهجوم، فإن هذا يعني أنه "لا يمكن الوثوق بها وعاجزة عن ضمان سلامة قطر" حسب هيلر، خصوصاً أن الهجوم الإسرائيلي تجاوز خطوطاً حمراء مع استهداف مناطق سكنية.

بدائل عن واشنطن

عدم موثوقية الولايات المتحدة سيدفع دول الخليج نحو توثيق العلاقات مع شركاء آخرين، وهذا الواقع بدأ وفق ما يشير تقرير "أسوشييتد برس"، ورُصد سعي الإمارات والسعودية إلى تنويع علاقاتهما، والتقارب مع الصين وروسيا. ويقول ويل تودمان، الباحث في برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن: "إنهم لا يريدون الاعتماد كلياً على الولايات المتحدة في أمنهم، بل يريدون علاقات مع مجموعة من الجهات الفاعلة العالمية، والضربات الإسرائيلية ستُسرّع هذا الاتجاه".

في المحصلة، فإن الضربات الإسرائيلية أسقطت وهم الأمن الأميركي المطلق، وأكّدت أن الضمانات مقتصرة فقط على إيران وهجماتها على دول الخليج، والعين على الرد القطري على الضوء الأخضر الأميركي لإسرائيل وكيفية مقاربة دول الخليج في المدى المنظور لعلاقاتها مع الولايات المتحدة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق