اعتداءات إسرائيل ترمي الكرة في ملعب ترامب! - هرم مصر

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اعتداءات إسرائيل ترمي الكرة في ملعب ترامب! - هرم مصر, اليوم الأربعاء 10 سبتمبر 2025 02:06 مساءً

هرم مصر - حين تمنّى مرجع لبناني على أحد كبار الديبلوماسيين العرب مساعدة لبنان عبر الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وفقاً لاتفاق وقف الأعمال العدائية، تلقّى جواباً له دلالات كبيرة في شرح واقع المنطقة وليس فقط لبنان. إذ تخوّف الديبلوماسي المعني من عدم سهولة الأمر نتيجة مشاعر التفوق والاستعلاء الذي تراود رئيس الوزراء الإسرائيلي بما يُعيق الحصول على أجوبة راهناً.

 

 

ويسود اعتقاد أنّ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يعيش "نشوة " عارمة منذ نجاحه في توجيه ضربات قاصمة لكل من "حماس" و"حزب الله" وصولاً إلى إيران وحتى سوريا، إلى درجة تُقدّر مراجع ديبلوماسية عربية بأنّ هذه النشوة وابخرتها التي تتصاعد إلى رأس نتنياهو بحيث يعتقد نفسه أهم من ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل والذي قادها في حرب 1948 والتي يُطلق عليها الإسرائيليون، حرب الاستقلال، أعاقت حتى الآن استجابته لاي ضغوط من أي جهة أتت لوقف الحرب في غزة في الدرجة الأولى.

 

 

العاصمة القطرية الدوحة (أ ف ب).

 

هذه النشوة بالذات والغرور الذي يصاحبها، هي وراء اعتقاده بأنّه يستطيع استهداف قيادات لحركة " حماس" في دولة عربية تتمتع بموقع متقدّم في الوساطة التي تضطلع بها في موضوع إيجاد حل للحرب الإسرائيلية في غزة وفي العلاقة الحليفة استراتيجيّاً وسياسيّاً واقتصاديّاً مع الولايات المتحدة الاميركية. وهو ما يسمح بالاستنتاج إنّ الاستهداف الاسرائيلي لسيادة قطر لا تطاول سيادتها وأمنها فحسب، بل يُوجّه رسائل للمنطقة. عدا عن أنّه يطيح الجهود المتواصلة لوقف إبادة الفلسطينيين في غزة وتاليا دور الوسطاء في مساعي إطلاق الأسرى الاسرائيلين والوصول الى انهاء الحرب في غزة.

 

وإزاء الفشل الاسرائيلي في تحقيق أهداف الاعتداء، وجّه سفير اسرائيل في الولايات المتحدة يحيئيل لايتر رسالة عدم رغبة "الارتداع" في الساعات الاخيرة في مقابلة مع شبكة " فوكس نيوز"، قائلاً "إنّه إذا كانت إسرائيل قد أخطأت أي أهداف، خلال الهجوم الذي شنته في العاصمة القطرية الدوحة، أمس، فستصيبها في المرة المقبلة"، مقلّلاً من الانتّقادات الدولية الحادة لإسرائيل لاستهدافها دولة قطر قائلاً إنّ بلاده "ربما تتعرّض لبعض الانتقادات في الوقت الحالي، لكن مُنتقديها سيتجاوزون الأمر"، مضيفاً  أنّ "جهودنا موحَّدة مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقد تعاونّا في الماضي، وسوف نتعاون في المستقبل".

 

وهذه النقطة الأخيرة بالذات تشكل الاشكالية الأكبر ازاء رسوخ الاعتقاد في دول المنطقة أنّ الرئيس الأميركي الذي يستطيع وحده الضغط بقوة على نتنياهو، لا يفعل ذلك. وغض الطرف الأميركي عن مبالغات رئيس الوزراء الإسرائيلي يُتيح لهذا الأخير الاعتقاد بانه يستطيع استهداف من يشاء من دول المنطقة من دون إثارة غضب ترامب لا سيما إذا نجح نتنياهو في تحقيق أهداف اعتداءاته. أيّ أنّه لو نجح في القضاء على قيادات " حماس" في قطر لكان رد الفعل أخفّ وطأة بالنسبة الى إسرائيل. ولكن النقطة الاساس تبقى ضرورة ممارسة ترامب ضغوطاً على نتنياهو لا سيما في ظل استياء قال الرئيس الأميركي انه شعر به نتيجة استهداف اسرائيل سيادة قطر. فيما أنّ الأمر يُهدّد من حيث المبدأ مصالح الولايات المتحدة في المنطقة أقلّه وفق دلائل توزعت من لبنان الى سوريا فقطر وقبلها غزة أيضاً.

 

فالموفد الأميركي توم برّاك الذي اعترف من أمام القصر الجمهوري في بعبدا أنّ الخطوة التالية باتت في مرمى إسرائيل بعد قرار مجلس الوزراء اللبناني بحصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية لم يستطع الحصول من إسرائيل على أيّ خطوة، علماً أنّ معلومات ديبلوماسية أفادت باستعداد اميركي لاعطاء لبنان حقه ليس في خطوة او مطلب واحد بل في كل المطالب التي يصر عليها لجهة انسحاب إسرائيل من النقاط التي تستمر باحتلالها الى جانب وقف اعتداءاتها وإعادة الاسرى. وحتى أنّ برّاك لم يُخفِ أمام محدثيه في لبنان انه وفيما كان يسعى إلى إيجاد حل لموضوع السويداء في سوريا والتدخل الاسرائيلي تحت عنوان حماية الدروز فوجئ الموفد الأميركي باستهداف اسرائيل العاصمة السورية دمشق ومحيط القصر الجمهوري، ما ساهم في خلط الاوراق واعاقة الجهود لارساء التفاهمات.

 

ولذلك يسود اعتقاد أنّ الكرة قد تكون في ملعب الولايات المتحدة بالذات بناء على تقويمها ما إذا كانت ستستمر في اتاحة المجال لنتنياهو للعب بأمن المنطقة وتهديده وما اذا كان يصب في مصلحة أميركا أو ضد مصلحتها على هذا الصعيد. إذ أنّه برز في الساعات الأخيرة مسارعة مسؤولين اسرائيليين إلى التأكيد على أنّه "لا توجد دولة مثل إسرائيل تُمثّل المصالح الأميركية في الشرق الأوسط ومن مصلحة واشنطن الحفاظ على علاقاتنا"، كما قال بني غانتس أو كما قال سفير إسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون من" إنّ بلاده لا تتصرف دائماً وفق ما يخدم مصالح حليفتها الولايات المتحدة".

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق