ولفتت إلى أن المسؤولين الأوكرانيين جددوا رفضهم التام لأي خطة تقضي بتقديم تنازلات إقليمية لروسيا.
وبالنسبة للرئيس فولوديمير زيلينسكي، فإن أي تفاوض لا ينطلق من انسحاب روسي كامل من الأراضي التي تسيطر عليها موسكو هو بمثابة اعتراف ضمني بشرعية العملية العسكرية.
واعتبرت المجلة الأمريكية أن الرفض يتقاطع مع قناعة أوكرانية متجذّرة بأن روسيا لا تفاوض بصدق، بل تناور لكسب الوقت، فكل هدنة مؤقتة في منظور الكرملين تمثل فرصة لإعادة التموضع العسكري، وبناء دفاعات جديدة، والتحضير لجولة تالية من التصعيد.
ورأت في تقرير لها أن الحديث المتنامي في دوائر السياسة الأمريكية خصوصاً بين الجمهوريين المقربين من الرئيس دونالد ترمب، عن إمكانية فرض «صفقة كبرى» على الطرفين، يعكس انفصالاً متزايداً عن تعقيدات الواقع الميداني والسياسي في شرق أوروبا.
ورأت أن طرح ترمب بإنهاء الحرب يواجه حقائق عنيدة: أولها أن موسكو لا تزال متمسكة بمكاسبها الميدانية، وتسعى لضم أراضٍ جديدة. ثانيها أن كييف باتت ترى الحرب معركة وجود، وليست مجرد نزاع حدودي. وثالثها، وربما الأهم، أن أوروبا غير مستعدة لدفع ثمن سلام يقوم على إضعاف أوكرانيا، إذ سيُفسر ذلك في الكرملين بضوء أخضر لاجتياحات جديدة.
أخبار ذات صلة
ولفتت إلى أن كييف تصرّ على ثلاثة شروط لأي عملية سياسية ذات مصداقية: الانسحاب الكامل للقوات الروسية، محاسبة موسكو على الجرائم المرتكبة خلال الحرب، وضمانات أمنية دولية ملزمة.
أما في غياب هذه الشروط، فإن أي تفاوض لن يكون سوى غطاء مؤقت لفرض وقائع دائمة على الأرض.
وحسب التقرير، فإن الرغبة الأمريكية في «الخروج الآمن» من الملف الأوكراني، بعد عودة ترمب إلى البيت الأبيض، أصبحت بمثابة فرصة تاريخية لبوتين لإملاء شروطه.
وحذّر من أنه إذا بقي الدعم الغربي قائماً، فمن المرجح أن تبقى الحرب في حالة استنزاف طويل، يعوّل فيه الطرفان على تغير التوازنات لاحقاً.
وفي الحالتين، فإن غياب استراتيجية موحدة تربط بين الأرض والمفاوضات سيبقي فجوة السلام قائمة، وقد تتحول هذه الفجوة إلى فوضى إقليمية أوسع.
0 تعليق