كشف استطلاع حديث للرأي أجراه مركز "أكورد" المتخصص في العلاقات الاجتماعية بالجامعة العبرية، أن غالبية كبيرة من المستوطنين اليهود تتبنى وجهة نظر مفادها أنه "لا يوجد أبرياء" في قطاع غزة، كما أظهر الاستطلاع انقساماً حاداً في المواقف تجاه تغطية الإعلام المحلي للحرب.
وأُجري الاستطلاع في الأسبوع الأخير من شهر مايو/أيار 2025، وشمل عينة من 1,112 شخصاً، بهدف قياس المواقف العامة تجاه الحرب على غزة وتداعياتها.
نظرة منقسمة حول "الأبرياء" في غزة
ووفقاً لنتائج المسح، فإن 64% من المستوطنين اليهود يؤيدون وجهة النظر القائلة بأنه "لا يوجد أبرياء في قطاع غزة".
وأظهر الاستطلاع أن هذا التوجه يزداد قوة بين مؤيدي الائتلاف الحكومي الحاكم، حيث وافق 87% منهم على هذا الطرح. كما حظي بتأييد واسع بين ناخبي حزب "إسرائيل بيتنا" المعارض بزعامة أفيغدور ليبرمان وأحزاب اليمين الأخرى خارج الائتلاف، بنسبة 73%.
وكشفت النتائج أيضاً عن تأييد كبير بين ناخبي الوسط بنسبة 67%، بينما وافق 30% من ناخبي اليسار على نفس وجهة النظر.
وفي المقابل، أظهر الاستطلاع تبايناً صارخاً في مواقف المواطنين العرب في إسرائيل، حيث رفض 92% منهم هذا المنظور بشكل قاطع.
الرضا عن التغطية الإعلامية للحرب
فحص الاستطلاع كذلك مواقف الجمهور تجاه تغطية وسائل الإعلام المحلية للحرب على غزة، ووجد أن 64% من المستوطنين يعتقدون أن التغطية الإعلامية المحلية متوازنة ولا تستدعي توسيع نطاق التقارير حول الوضع الإنساني في غزة.
وكان هذا الرأي قوياً بشكل خاص بين ناخبي الائتلاف الحكومي بنسبة 89%. في المقابل، انقسم ناخبو المعارضة بشكل واضح، حيث وافق 44% منهم فقط على أن التغطية متوازنة، بينما طالب 56% منهم بتغطية أكثر شمولاً للوضع الإنساني في القطاع.
وتعكس نتائج الاستطلاع حالة من الاستقطاب العميق داخل المجتمع الاستيطاني، ليس فقط بين المواطنين اليهود والعرب، بل أيضاً عبر الطيف السياسي اليهودي نفسه، فيما يتعلق بالنظرة إلى الكلفة الإنسانية للحرب ودور الإعلام في تغطيتها.
0 تعليق