7/7/2025-|آخر تحديث: 13:18 (توقيت مكة)
في قلب ولاية آيدين غربي تركيا، تشهد مدينة "أفروديسياس" الأثرية المدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو، تحضيرات متسارعة لافتتاح متحف ليلي، يمنح الزوار فرصة فريدة لتجربة الجولات السياحية خلال ساعات الليل.
ويأتي افتتاح هذا المتحف ضمن خطة تطوير شاملة تهدف إلى تعزيز تجربة الزوار في المدينة وإضفاء بعد جديد لها، وكشف مزيد من طبقات المدينة التاريخية الممتدة من الحقبة الهلنستية إلى العثمانية.
وتقع المدينة الأثرية في قضاء "قره جه صو" بولاية آيدين، وتحمل إرثا يمتد لأكثر من 2500 عام، يعكس طبقات متعددة من التاريخ في الأناضول، بدءا من الحقبة الهلنستية، مرورا بالعصور الرومانية والبيزنطية، ثم الإمارات التركمانية في الأناضول، وصولا إلى الدولة العثمانية.
ومع إدراج أعمال الحفر في المدينة ضمن مشروع "إرث للمستقبل" التابع لوزارة الثقافة والسياحة في العام 2024، أصبحت أعمال التنقيب تُنفذ دون انقطاع على مدار العام.
وتشهد المدينة المدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو تنفيذ مشاريع جديدة إلى جانب الحفر والترميم، تشمل تجديد مركز ترحيب بالزائرين، وإنشاء مركز آخر لتنظيم البيئة المحيطة، ومتحف ليلي.
كما من المقرر تجديد مسارات المشي والمرافق الاجتماعية لتمنح المدينة مظهرا جديدا.

تجربة المتحف الليلي
وتأمل السلطات المعنية أن تنتهي أعمال ترميم متحف "أفروديسياس" بحلول عام 2027، بينما يتم طرح مناقصة تنفيذ مشروع المتحف الليلي، حيث من المقرر أن تستقبل المدينة التاريخية زوارها ليلا بحلول عام 2026.
وتهدف هذه المشاريع الجديدة إلى زيادة عدد الزوار وتوفير جولات سياحية تترك أثرها في الذاكرة.
خطة من 3 مراحل
وقال منسق مشروع "إرث للمستقبل- أفروديسياس" وأستاذ علم الآثار بجامعة باموق قلعة التركية، البروفيسور بهادر دومان، في حديث للأناضول، إن المشروع الجاري في أفروديسياس "جعل المدينة الأثرية تدخل في ورشة عمل شاملة".
إعلان
وأوضح دومان أن خطة التطوير تسير وفق 3 مراحل تشمل الحفر، والترميم، والمشاريع التحتية المختلفة.
وبيّن: "بالإضافة إلى أعمال التنقيب، يجري تنفيذ مشروعات ترميم وتخطيط، وأخرى لتعزيز البنية التحتية لمتحف أفروديسياس".
وفي السياق، أشار دومان في حديثه للأناضول إلى أعمال حفر نُفذت العام الماضي في كل من الحمام العثماني بالمدينة ومنطقة "تيتراستون".
ولفت إلى أن أعمال الحفر تلك "أثمرت عن نتائج مهمة"، مبينا أنه من المخطط أن تُفتح هذه المواقع للزيارة في غضون العام الجاري، بعد استكمال الترميمات.
وشدّد دومان على أهمية الحمام العثماني داخل المدينة، قائلا: "هذا الحمام يُعد من الأدلة المهمة على أن أفروديسياس كانت مأهولة بشكل متواصل حتى الحقبة العثمانية، وليس فقط في العصور الرومانية. ونرغب من خلال التنقيب والترميم في إبراز هذه الطبقة متعددة الثقافات".

اكتشافات ثمينة
وفقا لدومان، كشفت عمليات الحفر في تيتراستون عن اكتشافات ثمينة، بينها صف من المحال التجارية في الجهة الشرقية للمنطقة، يتزين بعضها بأرضيات فسيفسائية تحمل زخارف نباتية وهندسية.
وتابع: "وجدنا هياكل لمحلات متجاورة، وفي غرفتين منها تم الكشف عن أرضيات فسيفسائية تحمل زخارف نباتية وهندسية. ويجري حاليا ترميم هذه الفسيفساء، وسيُتاح للزوار مشاهدتها بعد الانتهاء".
وذكر دومان أن أعمال الحفر والترميم مستمرة أيضا في "حمام المسرح"، الذي يقع بالقرب من المسرح الأثري، ويعود بناؤه إلى القرن الثاني الميلادي.
وأوضح أن الحمام ظل مستخدما حتى القرن السادس الميلادي، ويتكون من 9 قاعات رئيسية تشمل غرفا باردة ودافئة وساخنة، مشيرا إلى أنه خضع لبعض التعديلات في القرن الرابع.
وختم دومان بالقول: "نُركّز الآن على هذه المنطقة، ونسعى إلى إحياء هذا المبنى من جديد ليس فقط عبر التنقيب، بل من خلال أعمال الترميم أيضًا".
0 تعليق