كرة القدم ليست مجرد لعبة أهداف وكؤوس، بل عالم معقد تختلط فيه العبقرية بالجنون، والانتصارات بالفضائح، والأبطال بالأشرار.
وارتبطت أسماء عدد من نجوم كرة القدم عبر التاريخ بالإثارة والجدل الذي ترافق مع تألقهم داخل حدود المستطيل الأخضر، فتركوا بصمات لا تمحى، ليس فقط بفضل موهبتهم، بل أيضا بسبب قصصهم التي حيرت الجمهور وأشعلت وسائل الإعلام.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsريال مدريد يواجه أزمة في الليغا بسبب كأس العالم للأندية
شاهد.. الكولومبي دياز يرقص في يوم جنازة زميله جوتا
وهذه قائمة 11 لاعبا يمكن اعتبارهم من بين النجوم الأكثر إثارة للجدل في تاريخ كرة القدم:
11. كارلوس تيفيز
لم يكن انتقال الأرجنتيني تيفيز إلى الدوري الإنجليزي عاديا، فقد جاء عبر صفقة معقدة وغامضة إلى وست هام شابتها اتهامات تتعلق بملكية طرف ثالث.
تألق تيفيز مع وست هام، ثم مع مانشستر يونايتد، حيث ساهم في التتويج بدوري أبطال أوروبا، لكن المفاجأة الكبرى حدثت في 2009 حينما انتقل مباشرة إلى الغريم مانشستر سيتي، ليشعل فتيل العداء بين جماهير المدينة.
أطلق السيتي حين التعاقد مع اللاعب الأرجنتيني حملة إعلانية شهيرة بلافتة تقول "مرحبا بك في مانشستر"، في إشارة إلى استحواذه على نجم يونايتد السابق.

ولاحقا، دخل تيفيز في صدامات مع مدرب السيتي روبرتو مانشيني، حيث رفض اللعب أمام بايرن ميونخ، وسافر إلى الأرجنتين متجاهلا ناديه، في حين وصف لاحقا بـ"إجازة البستنة"، كما رفض مرات عدة تمثيل الأرجنتين دوليا بحجج شخصية، مما زاد الشكوك بشأن التزامه الوطني.
10. دنكان فيرغسون
رمز "الروح القتالية" في الدوري الإنجليزي، وصاحب الرقم القياسي التاريخي في عدد مرات الطرد (8 بطاقات حمراء)، لكنه كان أكثر من مجرد لاعب عنيف.
في إحدى المرات عام 1994 نطح فيرغسون لاعب رايث روفرز جون ماكستاي في الرأس، ليتلقى حكما بالسجن 3 أشهر.
وخارج الملعب حطم دنكان أرقاما قياسية من ناحية الاشتباك مع مشجعين وحتى خصوم في الحانات، وكان يُنظر إليه كـ"أسطورة مشاغبة"، وقد أحبته جماهير إيفرتون واعتبرته روح النادي.
إعلان
ومن بين قصص فيرغسون اللافتة تصديه بنفسه لمحاولتي سطو على منزله، وانتهى الحال باللصوص في المستشفى.
9. فيني جونز
"زعيم العصابة المجنونة" في ويمبلدون، الفريق الذي صنع مجده عبر الترهيب أكثر من التمريرات الدقيقة، إذ لم يكن فيني يلعب كرة قدم بقدر ما كان يخوض معارك يومية على العشب الأخضر.
اشتهر بالصورة الأيقونية عندما أمسك بول غاسكوين من منطقة حساسة ليشتته.
وبعد اعتزاله توجه إلى هوليود ليقدم أدوارا متطابقة مع شخصيته (مجرمون وقساة) في أفلام مثل "آلة الخطف والوسيط" (Snatch وMean Machine)، وكأن السينما صنعت خصيصا لوجهه الجامد وعينيه التي تقول "لا تقترب".
8. كيفن موسكات
ربما هو أخطر لاعب شهدته الملاعب الإنجليزية والأسترالية، إذ إن مدافع وولفرهامبتون وميلوول كان سيئ السمعة لدرجة أن خصومه خافوا من مجرد مواجهته، وخلال مسيرته نال 91 بطاقة صفراء و10 حمراء، في مؤشر يوضح مدى عنفه.
وفي عام 1998 تدخّل موسكات بعنف على ماثي هولمز أنهى عمليا مسيرته، وأُجبر لاحقا على دفع تعويضات بـ750 ألف جنيه إسترليني.
كان نيل وارنوك مدرب شيفيلد يونايتد يقول "يكفي أن تعرف أنه في الملعب لتصلي لكي لا يلحق بك"، حتى في ديربي أسكتلندا مع رينجرز تجنب مدربوه إشراكه أكثر من مرة خشية تسببه بأزمات يصعب السيطرة عليها.
7. إريك كانتونا
كان يتمتع بموهبة كبيرة في كرة القدم، لكن النجم الفرنسي عُرف بشخصيته المتمردة التي لا تعرف الانضباط.
وفي فرنسا، أوقف كانتونا عن اللعب بسبب إهانات متكررة للمدربين واتحاد الكرة، حتى وصل إلى حد وصف المدرب هنري ميشيل بـ"كيس قمامة".
انتقل إلى إنجلترا، حيث وجده أليكس فيرغسون نجما مناسبا ليقود مانشستر يونايتد إلى حقبة الهيمنة، لكن في 1995 فقد كانتونا أعصابه وقفز بركلة "كونغ فو" على مشجع كريستال بالاس بعد شتائم عنصرية ليتم إيقافه 8 أشهر.
ورغم ذلك فإن كانتونا عاد وحقق الدوري الإنجليزي مع اليونايتد، ليقول النقاد "كانتونا جعل الدوري الإنجليزي أعظم مسرح في العالم".
6. دييغو مارادونا
كان مارادونا عبقريا حقيقيا، لكن مع جنون واندفاع بلا حدود، ولعل هدفه باليد مع الأرجنتين ضد إنجلترا في كأس العالم 1986 يلخص حكايته، لكنه أيضا قاد نابولي إلى مجد تاريخي وسط ارتباطه بالمافيا الإيطالية.
في برشلونة، دخل مارادونا في اشتباك جماعي ضد أتلتيك بلباو تحول إلى قتال شوارع.
خارج الملعب عاش دييغو حياة صاخبة من الحفلات والمخدرات والتهرب الضريبي، وعلاقاته مع الصحافة الإيطالية كانت مضطربة جدا، ووصلت أحيانا إلى مطاردته بالكاميرات حتى بيته، مما دفعه إلى انفجارات غضب شهيرة.
5. الحاج ضيوف
سنغالي بموهبة عالية، لكن بلسان وتصرفات جعلته من أكثر اللاعبين المكروهين في إنجلترا، خلال فترته مع ليفربول بصق على خصومه وأحيانا على المشجعين.
ومن بين مواقفه الشهيرة في هذا السياق خطف ضيوف ركلة جزاء من زميل شاب كان مدربه وعده بتنفيذها، وسخر لاحقا من لاعب مكسور الساق.
دخل في شجار بغرف الملابس مع أسطورة النادي ستيفن جيرارد الذي قال لاحقا "ضيوف أسوأ من جاورته في غرفة ملابس".
استمر جدل ضيوف لاحقا مع بولتون وليدز ورينجرز، إذ بدا وكأنه يتغذى على الأزمات.
إعلان
4. باولو دي كانيو
رغم أهدافه الرائعة وشغفه المجنون فإن حياته كانت حقل ألغام سياسي، فقد دفع حكما في الدوري الإنجليزي وتلقى عقوبة إيقاف 11 مباراة.
ولاحقا، احتفل مع جماهير لاتسيو بالتحية الفاشية.
لكن دي كانيو نفسه أوقف هجمة كانت ستثمر هدفا مؤكدا، فقط ليطمئن على سلامة حارس مصاب، فحاز جائزة الروح الرياضية من الفيفا.
3. لويس سواريز
لاعب قدّم كرة قدم مذهلة مع ليفربول وبرشلونة، لكنه اشتهر أيضا بـ"عضاته الثلاث": ضد البقالي في أياكس، إيفانوفيتش مع تشلسي، وكيليني مع إيطاليا في مونديال 2014.
كذلك، لاحقت سواريز قضية إهانات عنصرية ضد الفرنسي باتريس إيفرا، ومع ذلك بعد كل عودة من الإيقاف كان يسجل ويصنع أرقاما خرافية ليظل لغزا: كيف يجمع بين عبقرية هجومية ووحشية لحظية غريبة؟
2. ماريو بالوتيلي
لو كُتبت سيرة بالوتيلي الذاتية بصدق لصارت أكثر إثارة من أي مسلسل، إذ إن حياته مليئة بالصخب والأزمات والمشاكل داخل الملاعب وخارجها.
ومن بين أغرب مواقف بالوتيلي إطلاقه ألعاب نارية في حمّامه فأشعل شقته، وقيادة سيارته إلى سجن نسائي ليشاهد "بدافع الفضول"، ومشاجراته مع مدربيه في مانشستر سيتي وميلان.

ومع كثرة أزماته والانتقادات التي كان يتعرض لها رد بالوتيلي بتصرف شهير حينما كشف عن قميص داخلي خلال احتفاله بتسجيل هدف وقد كُتب عليه "لماذا أنا دائما؟"، فكانت إجابة البعض وقتها "لأنه ببساطة لا يشبه أحدا".
1. جوي بارتون
لاعب الوسط الإنجليزي كان قنبلة موقوتة بكل معنى الكلمة، فقد سُجن بسبب اعتداءات في الشارع، وضع سيجارة في عين زميله بمانشستر سيتي، وضرب خصومه بعد الطرد مثلما فعل مع أغويرو وتيفيز في المباراة الشهيرة التي منحت السيتي الدوري.
حتى خارج الملاعب لم يسلم بارتون من الجدل، فقد كتب تغريدات مهينة بحق إعلاميات، وحكم عليه بتعويضات مالية ضخمة كأنه كان يهرب من كرة القدم ليجد متاعب جديدة.
0 تعليق