محمد نادر أنا مت ورجعت من جديد - هرم مصر

الجمهورية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

"في يوم ٢٠ مايو سنة ٢٠١٠، كنت سايق موتوسيكل ريس على سرعة ١٧٠ من غير خوذة..وفي لحظة الدنيا اسودّت، دخلت في غيبوبة ٢٠ يوم، شرخ في الجمجمة، خلع في العمود الفقري، وغياب عن الوعي شهور طويلة..بس ربنا كتبلي أرجع"...محمد نادر يروي قصته عن "قيادة الموتوسيكل".

 

 

"فتحت عيني…
شوفت سقف، بس مكنش سقف أوضتي،كنت حاسس إني مسافر، يمكن في مصيف، عشان كنت سامع صوت بابا – الله يرحمه – وصوت عمي وماما وإخواتي حواليّ.


بس لما حاولت أتحرك، لقيت نفسي متكتف في السرير، جسمي كله تعبان، وقلبي تايه…
مش فاكر إيه اللي حصل، ولا حتى أنا فين.

اللي عرفته بعدين، إن أنا كنت سايق موتوسيكل ريس، بسرعة ١٧٠ كم في الساعة، من غير خوذة.
وفي لحظة، حياتي اتشقلبت.

جالي شرخ في الجمجمة، وخلع في الفقرة التالتة القطنية.

دخلت في غيبوبة تامة لمدة ٢٠ يوم… وبعدها شهور طويلة، فقدت فيهم وعيي ونفسي.

كنت موجود… بس مش عايش.

كل يوم كنت بصحى على صوت ماما، ونظرات الخوف في عيون إخواتي، وصوت بابا اللي كان دايمًا بيطمني،
وعمي اللي كان واقف جنبي، وأصحابي اللي ماغيبوش عني لحظة، وكانوا دايمًا حواليا وبيدعولي.

كنت كل يوم ببدأ من الصفر…

أتعلم أحرك رجلي، أرجع صوتي، أفتكر اسمي… وأفهم إن اللي حصل مش كابوس.

دي كانت تجربة موت… لكن ربنا كتبلي أرجع منها.

أنا مش نفس الشخص اللي دخل الحادثة.

أنا اتولدت من جديد…

بس الولادة دي كانت من نار الوجع، ومن دموع أمي، ومن أمل كل اللي حبوني وفضلوا جنبي.

اتعلمت إن السرعة مش قوة، وإن كل نفس بناخده هو هدية، وإن مفيش حاجة تستاهل إنك تضيع نفسك، ولا تكسر قلب أمك، ولا تحط أهلك على باب عناية مركزة مستنيين "معجزة".

رسالة مني ليك: "لكل واحد سايق بسرعة… اسمعني قبل ما تبقى مكاني"

أنا عارف إحساسك…

عارف لما الموتوسيكل يبقى جناح، والشارع يبقى سباق، وأنت تحس إنك بطل.
بس اسمعني كويس…

أنا كنت هناك.
وكنت على بُعد لحظة من الموت.
مش علشان أنا ضعيف، لأ…
علشان الغلط مش محتاج غير ثانية.

الخوذة اللي كنت شايفها عبء… كانت ممكن تحميني.
السرعة اللي كنت فخور بيها… كانت هتقتلني.

أنا رجعت بمعجزة…
بس مش كل الناس بيرجعوا.

لو بتحب نفسك، أو بتحب أمك، أو حد مستنيك في البيت…
خفف السرعة، خليك واعي، خليك إنسان.

الحياة أجمل لما نعيشها… مش لما نغامر بيها".

شاركوا القصة… يمكن تكون سبب في نجاة حد.


يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق