05 يوليو 2025, 10:48 صباحاً
في خضم حرب دامت 21 شهرًا، تلوح في الأفق بوادر وقف إطلاق نار جديد في غزة، قد يوقف نزيف الدمار ويعيد الأمل إلى منطقة مزقتها الصراعات، فبنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، يستعد لزيارة واشنطن، حاملًا آمال إعلان هدنة مرتقبة بعد مفاوضات شاقة، فلماذا الآن؟ هناك عوامل سياسية وعسكرية، إقليمية ودولية، تدفع نحو هذا التحول، بينما يترقب العالم مصير 2.3 مليون فلسطيني يعيشون تحت وطأة الحرب.
مسار المفاوضات
وتتضمن الصفقة المرتقبة إطلاق سراح تدريجي للرهائن المحتجزين لدى حماس، مقابل حرية مئات الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وتشمل الشروط أيضًا إيصال مساعدات إنسانية عاجلة إلى غزة، وانسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من مناطق سيطرت عليها مؤخرًا، والهدنة، التي ستستمر 60 يومًا، تهدف إلى فتح حوار حول مستقبل الصراع، مع ضمانات دولية تطمئن حماس بأن إسرائيل لن تستأنف هجومًا شاملًا دون مفاوضات جادة، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
وهذه الهدنة تعقب صراع قصير بين إسرائيل وإيران، انتهى بوساطة أمريكية، أضعف موقف طهران وحلفائها، بما في ذلك حماس، وهذا التحول عزز موقف نتنياهو داخليًا، حيث يرى الإسرائيليون فيه انتصارًا على خصم قوي، وتظهر استطلاعات الرأي دعمًا شعبيًا متزايدًا لاتفاق يعيد الرهائن، بينما تثير الخسائر العسكرية الإسرائيلية - 20 جنديًا في يونيو - قلقًا متصاعدًا.
إنهاء الحرب
ويستفيد نتنياهو من توقيت سياسي مواتٍ مع توقف البرلمان الإسرائيلي لثلاثة أشهر، يتجنب نتنياهو تهديدات التصويت بعدم الثقة أو انهيار حكومته من قبل حلفاء اليمين المتطرف، ونجاحه في إنهاء الحرب بشروط مقبولة قد يعزز حظوظه في الانتخابات المقبلة، رغم ظلال فشله الأمني في هجوم أكتوبر 2023، الذي أودى بحياة 1200 شخص وأسر 251 رهينة.
وتواجه حماس على ما يبدو انقسامات داخلية ووهنًا عسكريًا بعد الحملة الإسرائيلية العنيفة، ويسعى قادتها للحفاظ على وجود رمزي في غزة، معتبرين ذلك انتصارًا معنويًا، لكنهم يدركون قلة الحلفاء القادرين على تقديم دعم فعّال، وهذا الواقع يدفعهم نحو قبول الهدنة، رغم شكوكهم حول نوايا إسرائيل في استئناف العمليات العسكرية إذا فشلت المفاوضات.
وبينما تتصدر الأصوات الدولية النقاش، يبقى صوت 2.3 مليون فلسطيني في غزة مغيبًا، فالغارات الإسرائيلية تواصل حصد الأرواح - 15 قتيلًا في ضربات جوية و20 في إطلاق نار عند نقاط توزيع الطعام أمس، فهل ستجلب الهدنة المنشودة أملًا حقيقيًا لهم، أم ستظل مجرد توقف مؤقت في دوامة العنف؟
0 تعليق