غزة: عزوف عن التوجه للاستراحات عقب استهداف "الباقة" - هرم مصر

جريدة الايام 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

غزة - "الأيام": يتنقل أحمد تنيرة صاحب استراحة "الفيروز" الواقعة على شاطئ بحر غزة، بنظره في استراحته الواسعة ولم يشاهد سوى اثنين من الزبائن هما من أقاربه وقد حضرا لاستطلاع الأخبار من هاتفيهما عبر شبكة الإنترنت.
قال تنيرة لـ"الأيام": مفيش حد جاي اليوم والسبب معروف هو الخوف من استهداف إسرائيلي.
وأضاف: منذ أن تم قصف استراحة الباقة، تقريباً هرب الجميع ممن كانوا هنا وظللنا دون أي زبائن.
وكانت قوات الاحتلال قصفت استراحة الباقة الواقعة على شاطئ بحر غزة بصاروخين ما أدى إلى استشهاد عشرات المواطنين من الذين كانوا يجلسون بداخلها.
لم يتقبل تنيرة أن تبقى استراحته فارغة ودون زبائن يبحثون عن قضاء الوقت والهرب من ازدحام الخيام ومراكز الإيواء، مستنكراً فكرة استهداف الاستراحات وتجمعات المواطنين والنازحين الواقعة على شاطئ البحر.
وازدادت في الأسابيع الأخيرة لا سيما مع بدء فصل الصيف، أعداد الاستراحات والمقاهي الصغيرة وهو ما منح المئات من المواطنين والنازحين فرصة التخفيف عن الكاهل النفسي الذي يمرون به.
وقال تنيرة: أتوقع أن يستمر هذا التخوف فترة وجيزة وسيعود الناس للاستراحات تدريجياً في حال شعورهم بانخفاض وتيرة الاستهدافات الموجهة إليها من قبل طائرات الاحتلال.
من جانبه، امتنع الشاب سائد (28 عاماً) عن فتح الاستراحة التي يعمل فيها والواقعة بالقرب من استراحة "الباقة" المدمرة، معللاً ذلك بوجود إصلاحات من اثر الدمار الجزئي الذي لحق بها.
وقال لـ"الأيام": "مش راح نقدر نفتح اليوم ولا بكرة بسبب الدمار الموجود وراح ننتظر كم يوم إلى حين إصلاح الضرر وعودة الشعور بالأمان".
وقد تحولت استراحة "الباقة" من مكان جميل لقضاء الوقت واستخدام الإنترنت إلى مزار لتفقد الدمار الذي لحق بها وسط عبارات الترحم على الشهداء وتقفي آثارهم في المكان الذي بدا مدمراً ودامياً.
ولا تعتبر الخدمات التي تقدمها هذه الاستراحات حاجة مميزة أو مهمة بالنسبة للمواطنين، لكن الأمر الأهم الذي يشد انتباههم هو أن المكان قد يكون نظيفاً وجميلاً ومطلاً على البحر.
ويعاني غالبية سكان غزة بشكل كبير من مشاهد الدمار والخراب التي تجتاح كافة شوارع غزة.
وقال المواطن أبو فهد (35 عاماً) معقباً على قصف استراحة الباقة: "في الحرب، كل شيء اختلف وبطل الواحد يشعر بالأمان ولا في أي مكان".
وأضاف: "معروف أن الاستراحات لا تقدم مشروبات زي زمان وإن قدمت بيكون كل شيء مرتفع الثمن فيها، بس بسبب نظافتها وجمال ديكوراتها الواحد بيجي يقضى وقت حلو".
من جانبها، قالت الفتاة غيداء (30 عاماً) التي تحرص على الالتقاء بصديقاتها في الاستراحات "من الأفضل استقبال الأقارب أو الأصدقاء الذين أبعدتهم الحرب وحالة النزوح عنا في الاستراحات، للتمكن من الجلوس على كراسٍ في مكان نظيف بعيداً عن ضوضاء النزوح".
وأضافت لـ"الأيام": لكن تلك الأماكن لم تعد آمنة وأصبح مستوى الخطر فيها عالياً لا سيما بعد استشهاد وإصابة العشرات من المواطنين في قصف استراحة الباقة.
وانفرجت أسارير الشاب "عاهد" وهو يراقب جلوس ثلاثة شبان يحملون أجهزة حاسوب على مقهى مصنوع من الشوادر عند مفترق الشاليهات، مردداً عبارات الترحيب بهم والسؤال عن احتياجاتهم.
وقال لـ"الأيام" وهو حامل بعض كؤوس الشاي المحلى بالسكر مرتفع الثمن: "طبعاً أتوقع انو الوضع صعب والناس ما راح تيجي بعد قصف استراحة الباقة، لكن إن شاء الله الظروف بتتحسن".

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق