الصحة النفسية لكبار السن - هرم مصر

الجمهورية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

د. ريمون ميشيل ثابت استشاري الصحة النفسية:

اتفق الخبراء والأطباء في المجال النفسي علي أن الصحة النفسية لدي كبار السن ليست غياب المرض ولكنها تشمل شعور الشخص بالرضا عن حياته وقدرته علي الاحتفاظ بالتفكير الإيجابي والمرح والاندماج الاجتماعي مهما تقدم الشخص في عمره.

أحد العوامل المؤثرة علي كبار السن والتي قد تزيد من مشاعر عدم الرضا هو الإصابة بمرض مزمن أو خطير. يؤثرذلك بشكل واضح علي مزاج الشخص العام وصحته النفسيه ويؤدي ذلك أحيانًا إلي قلة التفاعل الأسري وقلة الاندماج الاجتماعي وهذا يعرف بتأثير الجسد علي النفس. فقدان هذا الرابط الهام قد يصيب الكثير من كبار السن باضطرابات القلق والتوتر النفسي والاكتئاب الخاص بالشيخوخة. لذا من أهم الأمور التي تحافظ علي الصحة النفسية للكبار هي الحفاظ علي الروابط الأسرية والاجتماعية بشكل دائم وتجنب العزلة لوقت طويل خاصة بعد بلوغ الشخص سن التعاقد. فإذا استجاب للعزلة والوحدة تظهر علامات اضطرابات الشيخوخة بعد عدة شهور أو سنوات قليلة نتيجة الأفكار السلبية. لذلك نجد البعض من كبار السن يجددون اهتماماتهم وشغفهم بالقراءة والاطلاع والالتزام ببعض الممارسات التي تحافظ علي صحة العقل كألعاب السودوكو أو الكلمات المتقاطعة أو أي نشاط آخر يحسن من آداء عمل العقل. هذا يحافظ علي الروابط العصبية ويزيد عددها داخل الدماغ مهما بلغ الشخص من العمر فإن أن نشاط عقلي يمارسه يحافظ علي سلامة دماغه وسلامته النفسية أيضًا.

تجارب الفقدان أيضًا سواء بالهجر أو الوفاه أو السفر تصيب بعض من كبار السن باضطرابات نفسية كالحزن المطول أو ما يعرف باضطراب التكيف وهذا يؤثر بشكل ملحوظ علي مزاجهم وصحتهم النفسية. فالدعم النفسي والاجتماعي والحفاظ علي الترابط الأسري بين الأبناء ووالديهم أثناء الكبر من أهم الوسائل للحفاظ علي دعم الصحة النفسية لدي كبار السن والذين يزداد احتياجهم للشعور بالدعم والحب والتقدير من ذوييهم مهما بلغ بهم العمر.

أيضًا داء انعدام القيمة من أكثر الأمور سلبية وتأثيرًا علي كبار السن. اللغة السلبية والمتشائمة التي قد تصيب البعض مع تقدم العمر بأنه أدي رسالته وأنهاها أو أنه أصبح عبئًا. غير نظرتك السلبية لأنك أصبحت شخص ذو خبرة وقيمة أكبر من ذي قبل. صحتك النفسية في الشيخوخة هي تحدي يتطلب وعي كما يتطلب التزام أيضًا. الكثير من كبار السن مازالوا يتمتعون بحب للحياة وبطاقة وبخبرات حياتية تنتقل للأبناء والأحفاد أيضًا فلا يوجد علميًا سن يسمي سن اليأس أو الإحباط هذا غير موجود. قد يصبح الإنسان شيخًا ولكنه متمسك بالأمل رغم مرضه أو حالته الصحية وهذا ينعكس علي قبوله للحياة وحالته المزاجية العامة. لا تفقد الأمل ما دام نفسك متجدد وقلبك ينبض. ابحث عن اهتمامات تناسب مرحلتك العمرية ولكن لا تفقد شغفك أبدًا فهنالك الكثير من النماذج التي تجاوزت أعمارهم السبعين وربما الثمانين عامًا ومازالوا متمسكين بإنتاجيتهم في الحياة بتفكيرهم الإيجابي وتوفر الدعم النفسي الكافي لهم.

 


يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق