أجبرت اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين المتواصلة على تجمع "عرب المليحات" شمال غرب مدينة أريحا، نحو 20 عائلة فلسطينية على الرحيل قسرًا عن مساكنها، في أحدث حلقات التهجير القسري الذي تتعرض له التجمعات البدوية بالضفة الغربية المحتلة.

وقال حسن مليحات، المشرف العام لمنظمة "البيدر" للدفاع عن حقوق البدو، في تصريحات لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إن نحو 20 عائلة من أصل 85 تسكن في التجمع بدأت بتفكيك خيامها ومغادرة المنطقة، نتيجة استمرار المضايقات والاعتداءات اليومية من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال.

وأوضح أن جميع العائلات المتبقية في التجمع مهددة بالمصير ذاته، مشيرًا إلى أن التجمع يضم قرابة 500 مواطن، يعيشون تحت تهديد مباشر من المستوطنين الذين باتوا يتواجدون بكثافة داخل التجمع وعلى أطرافه.

وأصدرت منظمة "البيدر" بيانًا، حذرت فيه من أن ما يجري يهدد بطمس الوجود التاريخي والإنساني لتجمع عرب المليحات، ويمهّد لتوسيع الاستيطان غير القانوني، مؤكدة أن ما يتعرض له التجمع يرقى إلى مستوى "جريمة حرب" وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.

ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل، وإرسال بعثات مراقبة لتوثيق الانتهاكات المتصاعدة في الأغوار الفلسطينية، والعمل على وقف سياسات التهجير والضم التي تنتهجها سلطات الاحتلال.

وكشفت المنظمة، أن مستوطنين أقاموا الأربعاء بؤرة استيطانية جديدة على بُعد 150 مترًا فقط من التجمع، ونقلوا إليها قطعان ماشية وأقاموا خيامًا وحظائر، في خطوة تُعد تمهيدًا للسيطرة الكاملة على الموقع.

ويُذكر أن اعتداءات الاحتلال منذ السابع من أكتوبر 2023، أدت إلى تهجير ما لا يقل عن 30 تجمعًا بدويًا في الضفة الغربية، وفقًا لما أعلنته هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية.