هجوم داعش في سوريا.. هل يمثل مقدمة لتصعيد خطير؟ - هرم مصر

سكاي نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في تطور أمني خطير، تبنى تنظيم "داعش" أول هجوم له ضد الجيش السوري منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، مستهدفًا دورية للجيش في ريف السويداء، ما أسفر عن مقتل مواطن وإصابة عناصر من الفرقة 70، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

الهجوم أعاد طرح التساؤلات بشأن مستقبل الأمن في سوريا، لا سيما مع انفتاح الحكومة الجديدة برئاسة أحمد الشرع على المجتمع الدولي، ووسط حديث عن انسحاب أميركي محتمل من البلاد. فهل نحن أمام عودة فعلية للتنظيم؟ ومن يقف خلفه؟

عودة منظمة ومحسوبة

مالك أبو خير، الأمين العام لحزب اللواء السوري، قال في حديث لسكاي نيوز عربية من ليون: "منذ شهر تحدثنا عن مؤشرات لتحركات داعش، واليوم بدأت هذه التحركات تظهر بوضوح. نحن نرصد عودة منظمة للتنظيم في جنوب سوريا، وتحديداً من عمق البادية السورية وصولاً إلى بادية السويداء".

وأضاف أبو خير: "هناك خلايا نائمة بدأت تنشط في درعا، ولدينا معلومات عن استفادة داعش من مستودعات سلاح تركها النظام السابق، ما مكنه من إعادة ترتيب أجنداته وانتشاره في مناطق البادية".

وبشأن ارتباط ذلك بالحراك السياسي الجديد، أشار إلى أن "داعش يستغل الانفتاح الدولي على الحكومة الجديدة لتوجيه ضربات للبنية الاجتماعية والأمنية"، محذراً من أن ما نشهده "ليس تحركاً عابراً بل مقدمة لتصعيد خطير".

علاقة معقدة بالنظام السابق

من جانبه، اعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد إسماعيل أيوب، أن عودة داعش لم تكن مفاجئة: "التنظيم لم يهزم نهائياً. منذ 2019 وحتى الآن، استمر في الاستفادة من المناطق الرخوة التي كانت خاضعة للنظام السابق، خصوصا في البادية الحمصية والحموية، وحتى جنوب الرقة".

وأكد أيوب أن "النظام السابق كانت له علاقة مع التنظيم، وهناك تقارير استخباراتية تؤكد أن قواته استفادت من داعش في مناطق معينة مثل جنوب نهر الفرات بالرقة"، مضيفا: "التنظيم الآن ينشط في أماكن لم تُحكم السيطرة الأمنية عليها بعد، ويستغل المرحلة الانتقالية التي تمر بها الدولة السورية".

وأوضح: "هناك فصائل حتى الآن لم تنضم للحكومة الجديدة، كما أن فلول النظام السابق لم يسلموا أسلحتهم بالكامل، بالإضافة إلى ما يسمى بالذئاب المنفردة وأسماك الصحراء والخلايا النائمة التي تعاود نشاطها".

تأثيرات إقليمية واضحة

أما علي العلاني، الخبير في شؤون مكافحة الإرهاب، فقد أرجع تحرك داعش الأخير إلى تفاعلات إقليمية بالدرجة الأولى. وقال لسكاي نيوز عربية من تونس: "تحرك داعش لا يأتي من فراغ. هناك تناقضات حادة داخل الفصائل الإرهابية نفسها، وصراع واضح مع الحكومة الجديدة التي لا تحظى بدعم التنظيم".

وأضاف: "داعش وصف حكومة الشرع بالمرتدة، وهناك تعليمات داخلية بعدم تأييدها، وهو ما يفسر نشاط التنظيم بعد الإعلان عن انسحاب أميركي تدريجي من سوريا منذ منتصف أبريل. كلما شعر التنظيم بفراغ أو ضعف، استغل الموقف".

كما لم يستبعد العلاني وجود أصابع إقليمية تحرك التنظيم، قائلا: "من مصلحة أطراف مثل إيران، والنظام القديم، إبقاء سوريا في حالة عدم استقرار. فهناك من لا يريد لحكومة الشرع أن تنجح".

شبهات تسليم مواقع

وفي تعليق لافت، قال أبو خير إن "عدداً كبيراً من المواقع العسكرية التابعة لحزب الله في عمق البادية السورية، بما فيها مستودعات أسلحة وأنفاق، سُلّمت بطريقة توحي بوجود تنسيق مع داعش"، متهماً إيران بـ"لعب دور قوي في تحريك خيوط التنظيم".

ولفت إلى أن "هناك أيضاً تسرباً لمقاتلين أجانب كانوا إلى جانب الحكومة، لكن بسبب خلافات عقائدية بدؤوا بالانضمام لداعش"، مضيفاً: "هذا التسرب خطير، ويفتح الباب أمام تفشي التنظيم مجدداً في المدن السورية بحرية أكبر".

تحذيرات من تجاهل الخطر

العقيد إسماعيل أيوب حذر من التهاون مع هذا التهديد، مشددا على أن "داعش يستغل كل ثغرة أمنية أو سياسية للعودة. التنظيم لا يؤمن بمشاركة السلطة، ويقاتل من أجل فرض فكره المتطرف على كامل الأرض السورية".

كما اعتبر أن وصف الحكومة الجديدة بأنها امتداد لهيئة تحرير الشام "غير دقيق"، قائلا: "الحكومة الحالية هي دولة معترف بها، تتعامل مع كل السوريين وتبني مؤسساتها، بينما داعش لا يقدم إلا الإرهاب والدمار".

وفي ظل هذه المعطيات، يرى المراقبون أن عودة داعش، حتى لو كانت على شكل هجمات متفرقة، تمثل تحديا كبيرا أمام الحكومة السورية الجديدة. فالمعركة لم تعد فقط ضد تنظيم متطرف، بل أيضا ضد شبكة من المصالح الإقليمية والدولية التي لا تريد استقرار سوريا.

وإذا ما ثبت وجود تواطؤ أو غض نظر من أطراف إقليمية، فإن المواجهة القادمة ستكون أعقد من مجرد صراع عسكري، بل صراع على مستقبل سوريا برمّته، في مرحلة ما بعد الأسد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق