الفرنسي أنيلكا لاعب "عبوس" رسم البسمة بموهبته - هرم مصر

الكورة السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في تاريخ كرة القدم الإنجليزية، برز نيكولاس أنيلكا كأحد أكثر المهاجمين موهبة وفاعلية، فالنجم الفرنسي قدم مسيرة استثنائية مع أندية أرسنال وليفربول ومانشستر سيتي وبولتون وتشلسي، مسجلا الأهداف وصانعا للإنجازات.

لكن المفارقة أن اسمه ارتبط دوما بالوجوم وقلة الابتسام، حتى صار لقبه الشهير "لو سولك" -أي "العبوس"- وبات ذلك جزءًا من إرثه إلى جانب أهدافه وتمريراته الحاسمة.

بداية متألقة في لندن

انضم أنيلكا إلى أرسنال من باريس سان جيرمان شابا يافعا بعمر 17 عاما عام 1997، وسرعان ما سحر الدوري الإنجليزي بلمسته الباردة أمام المرمى وسرعته الفطرية.

تُوج أنيلكا مع الفريق بلقب الدوري وكأس الاتحاد، ونال جائزة أفضل لاعب شاب في البريميرليغ، قبل أن يغادر إلى ريال مدريد في صفقة قياسية حينها بلغت 30.6 مليون دولار وهو لم يكمل بعد 20 عاما.

على الرغم من الصورة السلبية التي لاحقته، حقق أنيلكا ما يعجز كثيرون عن بلوغه؛ فهو يحتل المركز 14 في قائمة الهدافين التاريخيين للدوري الإنجليزي الممتاز، وحقق ثنائية الدوري والكأس مع أرسنال وتشلسي، وتوّج بألقاب دوري في فرنسا وإسبانيا وتركيا، ولعب 69 مباراة دولية مع منتخب فرنسا، وتوّج بكأس أمم أوروبا ودوري أبطال أوروبا.

حتى في تشلسي، الذي انضم إليه وقد ظن كثيرون أنه في نهاية مساره، أظهر أنيلكا قيمة هائلة، فسجل الأهداف وحصد الحذاء الذهبي في موسم 2008-2009، وظل عنصرا مهما حتى بلغ من العمر 32 عاما.

العبوس الذي غطى على الابتسامات

بَيد أن صورة أنيلكا في الأذهان لم تُرسم بأهدافه وألقابه، بل بملامحه المتجهمة منذ موسمه الأخير مع أرسنال الذي شهد فتور العلاقة مع الجماهير، وبدا الفرنسي وكأنه حبيس مشاعر لا يريد للعالم رؤيتها.

اتهمه البعض بالتخاذل والفتور، ووصفوه بالمزاجي والخانق لأجواء غرف الملابس. أما هو، فكان يرى المسألة بوضوح: "عندما ذهب أوين إلى ريال مدريد، أو بيكهام، كان الأمر عاديا. أما أنا، فكان وكأني قتلت أحدا".

أنيلكا أمضى معظم مسيرته الاحترافية في الدوري الإنجليزي (غيتي)

سمعة أنيلكا هذه غذتها قرارات مهنية مثيرة للجدل من أخويه اللذين أدارا أعماله، فكثر ترحاله بين الأندية حتى أصبح "بدويا" كرويا، وهو وصف غالبا ما يحمل دلالات سلبية عن غياب الاستقرار.

إعلان

لكنه رغم ذلك لم يتورط أبدا في مشاكل سلوكية جسيمة، بل كان زملاؤه يرونه هادئا خجولا وربما وحيدا في كثير من الأحيان.

بقي أنيلكا حتى النهاية لاعبا مميزا، يجمع الميداليات والذكريات والأرقام التي تضعه في مصاف نخبة مهاجمي أوروبا.

لكنه كذلك ظل أسيرا لتصورات التصقت به منذ كان شابا يافعا في أرسنال، لا يفندها سوى اعترافه الصادق: "هذا هو تصور الناس الذين لا يعرفونني".

وربما كان هذا هو إرث أنيلكا الأكبر. لاعب مذهل، ظُلم بسطحية الأحكام، لم يكن أكبر أحلامه أن يسجل أو يتوج، بل أن يُفهَم ويكوّن صداقات على الطريق.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق