الأمم المتحدة: فرصة منع وقوع المجاعة فى غزة تتضاءل بسرعة - هرم مصر

اليوم السابع 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الفريق القُطرى للعمل الإنسانى فى الأرض الفلسطينية المحتلة إن السلطات الإسرائيلية قوضت قدرته على تقديم "المساعدات الإنسانية الحقيقية التى تقوم على مبادئ ثابتة وتصل إلى الفئات الأكثر ضعفا"، محذرا من أن الفرصة المتاحة "للحيلولة دون وقوع المجاعة تتضاءل بسرعة".


ونبه الفريق الأممى - فى بيان صحفى - إلى أن الوضع الإنسانى فى القطاع بلغ ذروته بعد مرور 600 يوم على اندلاع الحرب، فيما يتواصل القصف المميت والتهجير الجماعى بلا هوادة، "وتتعرض الأسر للتجويع والحرمان من المقومات الأساسية التى تيسر لها البقاء على قيد الحياة".


وأكد أن كمية الإمدادات الضئيلة التى دخلت غزة عقب ما يقرب من 80 يوما من "الحصار المطبق" لا يرقى بأى حال من الأحوال إلى مستوى الاحتياجات الهائلة.


وأوضح أنه لم يتمكن من استلام سوى 200 شاحنة محملة ببعض الإمدادات الغذائية والطبية والدقيق على الجانب الفلسطينى من معبر كرم أبو سالم بسبب انعدام الأمن والقيود المفروضة على الوصول، فيما تحظر السلطات الإسرائيلية معظم المواد الأخرى، بما فيها الوقود وغاز الطهى ومواد المأوى ومستلزمات النظافة الصحية.


كما سلط الفريق الأممي، الضوء على الشرط الإسرائيلى الذى يقضى بإيصال الدقيق فقط إلى المخابز، وليس إلى الأسر مباشرة، مما يفرض على الناس مواجهة حشود كبيرة "ينتابها اليأس" من أجل استلام الخبز من عدد محدود من المخابز يوميا ويزيد من انعدام الأمن.


وشدد على أن توزيع الغذاء بأشكال ومواقع متعددة "هى الطريقة الوحيدة لاستعادة النظام والحيلولة دون وقوع مجاعة جماعية".


وقال الفريق إنه تقع على عاتق إسرائيل التزامات واضحة لاحترام كرامة المدنيين والامتناع عن الترحيل القسرى وتيسر وصول المعونات بموجب القانون الدولى الإنساني، مضيفا أن المجتمع الإنسانى بحاجة إلى تدفق المساعدات بشكل يمكن التنبؤ به وعلى نطاق واسع ودون عقبات عبر معابر متعددة "لكى نوصلها مباشرة إلى التجمعات السكانية، مثلما كنا نفعل فى الماضي".


وأضاف إن السلطات الإسرائيلية قوّضت قدرة فرقه على تقديم المساعدات الإنسانية الحقيقية "التى تقوم على مبادئ ثابتة وتصل إلى الفئات الأكثر ضعفا".


وشدد على أن "نظام توزيع المساعدات الجديد" الذى أطلقته إسرائيل يتسم بطابع عسكرى ولا يتماشى مع المبادئ الإنسانية، "إذ يعرض حياة الناس للخطر، ولن يفى باحتياجات الناس، أو يصون كرامتهم، فى مختلف أنحاء غزة".


وقال الفريق إن المجتمع الإنسانى فى غزة يبقى موحدا وإن مبادئه "غير قابلة للتفاوض"، ولن يشارك فى أى مخطط "يقوض الحياد أو النزاهة أو الاستقلال".


وأضاف: "لا ينبغى أن تُستخدم المساعدات كما لو كانت سلاحا.. إننا جاهزون لإنقاذ حياة الناس. فدعونا نؤدى عملنا. فالفرصة المتاحة للحيلولة دون وقوع المجاعة تضيق بسرعة".


يذكر أن الفريق القطرى للعمل الإنسانى يضم رؤساء هيئات الأمم المتحدة وأكثر من 200 منظمة غير حكومية دولية وفلسطينية بقيادة منسق الأمم المتحدة الشؤون الإنسانية فى الأرض الفلسطينية المحتلة.


وفى آخر التطورات الميدانية، حذّر مكتب تنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) من استمرار الغارات الجوية والهجمات الأخرى فى جميع أنحاء قطاع غزة، حيث أفادت التقارير بمقتل العديد من الأشخاص وإصابة المئات خلال الساعات الـ 24 الماضية.


وفى وقت سابق، أمرت السلطات الإسرائيلية الفريق الطبى فى مستشفى العودة بالإخلاء، وهو المستشفى الوحيد المتبقى الذى يعمل جزئيا فى شمال غزة.


وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك - خلال المؤتمر الصحفى اليومى فى نيويورك - إن المستشفى "مكتظ حاليا بالإصابات ويعانى من نقص حاد فى الإمدادات".


وأضاف أن منظمة الصحة العالمية تمكنت من الوصول إلى المستشفى مرتين خلال الأسبوع الماضى على الرغم من انعدام الأمن الشديد، ونقلت 57 مريضا فى حالة حرجة إلى مستشفى الشفاء. وأضاف: "أبلغتنا منظمة الصحة العالمية أنه خلال المهمة الأولى، تعرض الفريق لغارات جوية وقصف وإطلاق نار على مقربة منه".


كما قُصف مستشفى ميدانى تابع للصليب الأحمر فى منطقة المواصى أمس؛ مما تسبب فى إصابات ونشر الخوف بين المرضى، وفقا لوزارة الصحة فى غزة.


وفيما يتعلق بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، أشار دوجاريك إلى الموافقة على دخول ما يقرب من 900 شاحنة منذ إعادة فتح معبر كرم أبو سالم، وتم تفريغ ما يقرب من 600 منها على الجانب الفلسطيني.


إلا أنه قال إن جميع طلبات الأمم المتحدة لاستلام المساعدات من منطقة التحميل لنقلها إلى المستودعات وتوزيعها على المحتاجين خلال الأيام الثلاثة الماضية قوبلت بالرفض من قبل السلطات الإسرائيلية. وقال إن المناقشات مستمرة "لإقناع الإسرائيليين بتسهيل استلام هذه البضائع".


وشدد المتحدث باسم الأمم المتحدة على أن كمية الإمدادات المسموح بإدخالها إلى غزة "ليست سوى جزء ضئيل من المساعدات اللازمة لتلبية الاحتياجات الهائلة لـ 2.1 مليون شخص، فى وقت لا يزال فيه سكان القطاع معرضين لخطر المجاعة".

إخترنا لك

0 تعليق