منذ اللحظة الأولى التي وطأت فيها قدماه أرضية ملعب التدريبات في مدينة "فالديبيباس"، نجح تشابي ألونسو في ترك بصمة لافتة داخل جدران ريال مدريد، ليتحول حضوره إلى حالة من التوهج الإيجابي داخل غرفة الملابس، يتحدث عنها الجميع بإعجاب وثقة، وكأن الفريق وجد ضالته في الرجل المناسب للمرحلة المقبلة.
ألونسو، العائد إلى "البيت الملكي" هذه المرة مدربًا بعد سنوات كلاعب خط وسط أنيق وعميق التأثير، لم يأتِ بشعارات كبيرة، بل اكتفى بـ"ثورة هادئة"، اعتمدت على الشغف والحضور والكاريزما والانخراط الكامل مع المجموعة. ولم يتأخر نجوم الريال في الكشف عن أثره السريع في نفوسهم.
جود بيلينجهام، جوهرة الوسط الإنجليزي الذي خطف الأضواء الموسم الماضي، قال في تصريحات نشرها الموقع الرسمي للنادي: "تشابي شخص لطيف للغاية، ويعرف جيدًا كيف يتحدث مع اللاعبين. أكثر ما يعجبني فيه هو طاقته تجاه كرة القدم. يتحرك كثيرًا ويتفاعل وكأنه لا يزال لاعبًا، وهذا يخلق حالة من الحماس. لقد كانت أول أسبوعين رائعين معه، أشعر أن روحه مُعدية".
أما الأوروجوياني فيدي فالفيردي، الذي يعيش أزهى فتراته خلال كأس العالم للأندية بتسجيله هدفين حتى الآن، رغم إهداره ركلة جزاء أمام بوكا جونيورز، فقد أبدى سعادته الكبيرة بوجود ألونسو: "سيكون دائمًا إلى جانبنا، يُعطينا النصائح ويدعمنا في كل تفاصيلنا. أن تستمع لكلمات من نجم كبير مثله أمر رائع ويمنحنا دفعة معنوية وثقة إضافية".
ويبدو أن روح تشابي المتقدة لكرة القدم، وشغفه بكل التفاصيل الصغيرة، نجحت في كسر الجمود الذي غلّف الفريق في آخر مواسم الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المعروف بأسلوبه الهادئ واتباعه مدرسة "النتائج أولًا". لكن مع ألونسو، تختلف الصورة، فهناك إشارات واضحة لرغبة في تطوير الهوية الجماعية، وتجديد روح المشروع الملكي على أساس المنافسة والانسجام.
ويضع المدرب الباسكي نصب عينيه أول أهدافه الكبرى: حصد لقب كأس العالم للأندية، ليكون بمثابة باكورة الألقاب في حقبته الجديدة، ورسالة قوية بأن ريال مدريد مع تشابي ألونسو لا يسير فقط نحو التجديد، بل نحو كتابة تاريخ جديد، بطاقة شابة وقيادة تعرف معنى "الملكي".
0 تعليق