الطريق الإقليمي قتـ.ل حلم "تقى".. طالبة الإعدادية خرجت على لقمة العيش عادت في نعش.. الأم : زغرطت في الجنازة| فيديو - هرم مصر

صدي البلد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في قلب قرية صامتة بالمنوفية، لا تسمع فيها سوى همس الريح ونحيب الأمهات، يخيم الحزن كغمامة سوداء فوق منزل صغير، كان بالأمس ينبض بالضحك، ويضج بالأحلام هناك، عند بيت تقى محمد، فتح باب الأحزان على مصراعيه، وغطت جدرانه ظلال سوداوية كأن الضوء نفسه خجل من الدخول.

تقى، فتاة الخامسة عشرة، التي اعتادت أن تستيقظ مبكرا كي تسبق الشمس إلى الحقول، لم تكن تعلم أن آخر خطواتها على حادث الطريق الإقليمي المنوفية ، ستكون إلى الموت، لا إلى النتيجة التي انتظرتها بشغف طفلة، حينما سألت والدتها عنها قبل رحيلها بيومين.

بيت بلا روح وأم مفجوعة

bd03960697.jpg
الطريق الإقليمي قتل حلم "تقى".. طالبة الإعدادية خرجت على لقمة العيش عادت في نعش

في المنزل المتواضع، جلست والدة تقى في منتصف غرفة تتوسط سيدات يرتدين السواد ليقدمن واجب العزاء، الأم  لا تتحرك، لا تنظر لأحد، كأنها خرجت من جسدها وظلت روحًا محطمة تبحث عن ابنتها في أرجاء البيت.

بصوت خافت يشبه رجفة قلب قالت والدة تقى: “كانت أول فرحتي… كانت مستنيا النتيجة كأنها مستنية فرحها، سألتني قبل الحادث بيوم يا أمي النتيجة ظهرت؟ قولتلها: خايفة ليه يا تقى؟ اللي كتبه ربنا هنرضى بيه.. ضحكتلي، وراحت تجهز هدومها عشان تروح شغلها".

سكتت الأم لحظة، وعادت تكمل: “كنت دايمًا أقولها انتي أكبر من سنك، جدعة وشقيانة، نزلت من بعد العيد تشتغل في حصاد العنب، كانت شايلة همنا، وبتساعدنا في الظروف الصعبة اللي عاشنها”.

رحيل تقى خطف قلبي

b61bcbfa9f.jpg
الطريق الإقليمي قتل حلم "تقى".. طالبة الإعدادية خرجت على لقمة العيش عادت في نعش

خبر الحادث وقع عليها كالصاعقة وهتف قبلها “يارب متوجعنيش في تقى”، وخرجت مهرولة إلى المستشفى لتطمئمن على أبنتها: "جت جارتي وقالتلي البنات عملوا حادثة قلبي وقع معرفتش أتنفس، جريت على المستشفى وأنا بقول يارب لا توريني فيها حاجة توجعني… يارب تطلع بس مصابة… حتى لو كسور".

أضافت: "دخلت المستشفى، دورت عليها في قسم الطوارئ، ملقتهاش… لقيت حد بيقوللي اسألي في التلاجة، قلبي وقع، دخلت، لقيتها نايمة كأنها ملاك… نايمة بس مش هتصحى تاني لقيتها في قايمة الوفيات.. عيني عليكي يا تقى".

زغرطت لعروس الجنة 

a9e5878831.jpg
الطريق الإقليمي قتل حلم "تقى".. طالبة الإعدادية خرجت على لقمة العيش عادت في نعش

الأم لم تكن تبكي كالمعتاد، كان بداخلها بكاء أعمق من الدموع، جرح لا يصرخ لكنه يحرق، تحدثت عن جنى، صديقة تقى التي رحلت معها في الحادث ذاته: "جنى كانت أكتر من صحبتها.. دي كانت أختها اللي متربية معاها يوم بيوم، خرجوا مع بعض وماتوا مع بعض… وكأنهم متفقين يرحلوا سوا".

ولأن بعض الأمهات لا يكسرهن الموت بل يزيدهن علوا، قررت الأم أن تودع ابنتها بزغرودة لا فرحًا، بل إيمانا بأن جنازتها هو مشهد زفاف شهيدة للجنة: "آه… زغرطت في جنازتها، زغرت وقلبي بينزف، لأن بنتي ماتت وهي خارجة تدور على أكل عيشها.. يعني شهيدة. ما كانتش خارجة تتفسح، كانت رايحة تشتغل عشان تساعد… تستاهل تبقى شهيدة.. أنا مش بس مودعاها، أنا اعتبرت نفسي بزفها للجنة".

يذكر أن 19 فتاة وشاب قد لقوا مصرعهم، أمس الجمعة، على الطريق الاقليمي في نطاق مركز اشمون اثر اصطدام سيارة نقل تريلا بسيارتهم أثناء توجههم إلى العمل.

62bb81fb3e.jpg
الطريق الإقليمي قتل حلم "تقى".. طالبة الإعدادية خرجت على لقمة العيش عادت في نعش
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق