بين انتصار مزعوم وتشكيك واسع.. كيف تقيم أميركا ضربة ترامب النووية؟ - هرم مصر

الكورة السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بعد 12 يوما من الحرب، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، في إطار ما وصفها بـ”الإستراتيجية المبهرة”، التي أفضت إلى “التدمير الكامل” للمنشآت النووية الإيرانية.

ودافع ترامب باستماتة عما سماه الإنجاز، واتهم "قنوات الأخبار الكاذبة" وخاصة شبكة "سي إن إن" بالتقليل من ذلك.

وحسب حلقة (2025/6/26) من برنامج "من واشنطن"، فإن موجة التشكيك قد تصاعدت من عدة جهات أميركية رغم إصرار ترامب على النجاح الكامل للعملية.

ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقييمات إسرائيلية أولية تشير إلى أن "المنشآت تحت الأرض في منشأة فوردو لم تُدمر"، في حين أكدت شبكة "سي إن إن" وجود تقييمات رسمية أولية أميركية تشكك في التدمير الكامل للمنشآت النووية كما زعم ترامب.

ومن جهته، طلب زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز من إدارة ترامب تقديم أدلة حول "التهديد الوشيك" الذي واجه الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن هذه الإدارة لم تقدم أي أدلة تثبت ذلك، مطالبا بعرضها على الكونغرس باعتباره الممثل الشرعي للأميركيين.

ولم تقتصر الانتقادات على الديمقراطيين، بل امتدت لتشمل أصواتا بارزة من حركة "اجعلوا أميركا عظيمة من جديد" المعروفة بـ"ماغا"، التي مثلت قاعدة ترامب الانتخابية.

وانتقدت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين إقدام ترامب على ضرب المنشآت النووية الإيرانية، مشيرة إلى أن "ماغا" لا تدعم الحروب الخارجية ولا تغيير الأنظمة، وهي فقط مع "أميركا أولا".

كما شن المستشار الخاص السابق لترامب ستيف بانون هجوما حادا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية– واصفا إياه بأنه "ناكر لجميل ترامب".

وفي المقابل، حظي ترامب -حسب الحلقة- بدعم قوي من اللوبي الإسرائيلي في واشنطن، إذ أكد محللون أن اللوبي الإسرائيلي اليوم مرتاح وسعيد بالضربة الأميركية.

اللوبي الإسرائيلي

ويأتي هذا الدعم في ظل قوة اللوبي الإسرائيلي المهيمنة في السياسة الخارجية الأميركية، حيث يرى خبراء أن العمل في واشنطن تدفعه اللوبيات، ولا يزال اللوبي الإسرائيلي مهيمنا في السياسة الخارجية بشكل خاص.

إعلان

وفي هذا السياق، يكتسب كتاب "إستراتيجية إيران الكبرى" للمفكر الأميركي-الإيراني ولي نصر أهمية خاصة، إذ يسلط الضوء على تعقيدات التاريخ السياسي الإيراني وتقاطعاته مع السياسات الغربية.

وأكد نصر أن إيران "كجمهورية إسلامية" بُنيت كدولة أمن قومي لا ثيوقراطية، إذ تقوم على فكرة تهديد دائم من الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن فهم إيران يتطلب إدراك أن النظام ولد من ثورة ونخبة ثورية كانت لديها قراءة معينة لتاريخ إيران، لافتا إلى أن هذه النخبة الثورية اعتقدت أن شاه إيران محمد رضا بهلوي واتباعه كانوا عملاء أجانب في إيران.

ويطرح الوضع الحالي -وفقا للحلقة- تساؤلات جوهرية عن قدرة ترامب على إقناع الأميركيين بأن إستراتيجيته كانت مبهرة كما ادعى، وأنها تخدم المصلحة الأميركية بصورة غير مسبوقة.

كما أن هذا الوضع يثير الجدل حول إمكانية نجاح ترامب في إقناعهم بأنه أوقف الحرب بين إسرائيل وإيران إيمانا منه بـ"انتهاء البرنامج النووي الإيراني"، وليس سعيا لـ"وقف انتقادات جزء من قاعدته بأنه وضع المصلحة الإسرائيلية فوق مصلحة بلاده".

الصادق البديري

26/6/2025-|آخر تحديث: 22:28 (توقيت مكة)

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق