هكذا تسبّب العدوان ببتر أطراف 11 ألفاً معظمهم أطفال في غزة - هرم مصر

جريدة الايام 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب خليل الشيخ:


"مش عارف كيف حتكون بدايته مع المشي بعدما فقد ساقا وبقيت له ساق"، هكذا قال والد الطفل هاني مهتدي زيارة (خمسة أشهر) الذي بترت شظية صاروخية ساقه عند تعرضه للقصف الجوي الإسرائيلي، الأسبوع الماضي.
وأضاف زيارة، "من أول متصاوب واحنا بنعرضه على الأطباء ونروح على المستشفيات بس في النهاية النتيجة واحدة ابني بساق واحدة بعد خمسة أشهر من ولادته".
بدا والد الطفل هاني متوتراً وهو ينتظر على بوابة غرفة العمليات الجراحية في المستشفى المعمداني بغزة، أمس، انتظاراً لما قد يستجد على حالته وما سيبلغه به الطبيب المعالج حول وضع العظام المتبقية من الساق.
وتابع، "طفلي كان يرقد بحضن أمه عندما قصف الاحتلال منزلنا في حي التفاح بمدينة غزة، وسقطت شظية أدت إلى بتر الساق من طرف الحوض وأصيبت شقيقته ميارا ابنة العشرة أعوام، وزوجتي وآخرون من العائلة بجروح متفاوتة"، مشيراً إلى أنهم جميعهم تلقوا العلاج وشهدت حالتهم تحسناً، باستثناء هاني، الذي سينضم للآلاف الذين بترت أطرافهم، وهو بهذا العمر الصغير.
ويعتبر الطفل زيارة أصغر الذين بترت أطرافهم سناً، والذين أصيبوا بشظايا صواريخ وقذائف الاحتلال خلال العدوان.
عرف الطفل ألم بتر ساقه وعانى من جروحها قبل أن يعرف المشي عليها، قال والده وهو ينظر له بشفقة وحزن كبيرين.
وذكرت مصادر طبية ومحلية لـ"الأيام" أن الحرب المستمرة على قطاع غزة تسببت ببتر أطراف أكثر من 11 ألف مواطن غالبيتهم من الأطفال.
وأشارت المصادر إلى أن غالبية هؤلاء فقدوا أطرافهم السفلية والبقية فقدوا الأطراف العلوية، والقليل منهم فقدوا الكف والأصابع فقط، فيما شكّل بتر أطراف الذين يعتبرون من ذوي الإعاقة الحركية، النسبة الأعظم من بين معاقي العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة.
وتنوعت هذه الإعاقات بين حركية وبصرية وسمعية وحالة الشلل النصفي والتام، بسبب إصابات العمود الفقري.
وقال عدد من الأطباء والمسعفين، إنه يكاد لا يمرّ يوم إلا ويكون من بين ضحايا القصف حالات بتر في الأطراف وحالات شلل.
وأضافوا في أحاديث متفرقة، معظم حالات البتر هي للأطفال، والسبب هو أن أجسادهم الغضة لا تحتمل قوة الشظايا التي تصيب أطرافهم، ما يؤدي إلى بترها، لافتين إلى أن البتر يكون إما في مكان القصف أو عند نقلهم إلى المستشفيات وعلى أسرّة العلاج، حيث يتم بترها لعدم وجود فرصة للتعامل مع الجرح.
واعتبر بعض الأطباء، الذين فضلوا عدم نشر أسمائهم، أن عجز المستشفيات وانعدام آلية العلاج المناسب بسبب الحصار تجبرهم على أجراء البتر كحل قسري للجريح.
لا يستطيع والد الطفل هاني تخيّل أن ابنه سيكون واحداً من معاقي العدوان، وهو ما دفعه إلى التواصل مع المؤسسات والمنظمات الدولية ذات الاختصاص من أجل التدخل العاجل، وإمكانية منح العلاج لابنه خارج قطاع غزة.
وقال، "لن أكف عن طلب المساعدة لهذا الطفل الرضيع، فيكفيه ما يتعرض له من ألم، وهو بحاجة لتجنب ألمه النفسي عندما يكبر"، مرجحاً تدخل مؤسسة دولية لعلاجه في الولايات المتحدة الأميركية حسب ما أخبره أحد الأطباء.
يفتقد الذين بترت أطرافهم أي إمكانية لتركيب أطراف صناعية في قطاع غزة خاصة خلال الحرب المستمرة منذ 20 شهراً
وذكر مصطفى عابد أخصائي التأهيل المجتمعي، أنه لا يوجد أي مركز لتركيب الأطراف الصناعية في قطاع غزة، بسبب انعدام الإمكانيات اللازمة لذلك.
وبيّن أن الذين بترت أطرافهم في هذه الحرب أكبر بكثير من قدرة أي مؤسسة أو حتى مؤسسات مجتمعة لتلبية خدمات الأطراف الصناعية، مؤكداً حاجتهم لتلقي هذا النوع من الخدمات خارج القطاع.
ولا تتوقف وسائل التواصل الاجتماعي عن نشر مقاطع وتسجيلات مصورة تجسّد الواقع النفسي والصحي المؤلم للذين بترت أطرافهم، حيث يفتقدون ليس فقط الخدمات العلاجية المسكنة لآلامهم، بل لخدمات نوعية ومتخصصة من العلاج الطبيعي، وخدمات التأهيل والحاجة للأدوات والوسائل التعويضية أيضاً.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق