اعتبر ناشطون على مواقع التواصل أن العدد الكبير من عملاء الموساد، الذين أعلنت السلطات الإيرانية توقيفهم خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل، دليل اختراق كبير، وطالبوا بمحاسبة المسؤولين قبل “الخونة”.
فقد كان "العملاء" عنوانا عريضا في الحرب الإسرائيلية الإيرانية التي استمرت 12 يوما، وكان لهم دور كبير في إنجاح الهجوم الواسع الذي شنته تل أبيب على طهران في بداية المواجهة.
ونقلت حلقة 2025/6/25 من برنامج شبكات، من مصادر إيرانية رسمية تأكيدها أن السلطات هناك شنّت حملة اعتقالات واسعة طالت 700 شخص حتى الآن، بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، وهو ما أكدته وزارة الاستخبارات والأمن الوطني الإيرانية.
كما أعدمت السلطات 3 أشخاص شنقا، بعد إدانتهم بالتخابر لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي، وتهريب معدات تستخدم في الاغتيالات. ونشرت وسائل إعلام إيرانية فيديوهات توثق ضبط مصانع ومستودعات لمسيرات هجومية واستطلاعية.
واكتشفت السلطات أيضا 10 آلاف مسيّرة صغيرة كانت في العاصمة طهران وحدها، واستخدمها العملاء لأغراض التجسس والتخريب. وشملت التهم المنسوبة إلى المعتقلين إطلاق مسيرات انتحارية، وصنع قنابل ومتفجرات، وتصوير مراكز عسكرية حساسة.
تنديد ودفاع
لكن منظمة العفو الدولية نددت بهذه المحاكمات التي اعتبرتها متعجلة وجائرة، وأدانت تسريع عمليات الإعدام التعسفي بحقهم، وقالت في تقرير إن سلطات طهران "تستخدم عقوبة الإعدام كسلاح لتأكيد سيطرتها وزرع الخوف في نفوس الإيرانيين".
وفي السياق نفسه، حذرت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من استخدام تهم التخابر لصالح إسرائيل كذريعة للقمع الداخلي في إيران، وتعزيز حملات الاعتقالات التي قالت إنها عشوائية وتفتقر إلى الأسس القانونية.
لكن إيران بررت هذه الاعتقالات بقولها إن من يثبت عليه العمل لصالح إسرائيل "يواجه أشد العقوبات وهي الإعدام، بموجب تهمتي الحرابة والإفساد في الأرض، اللتين يُعاقب عليهما بالإعدام وفقا للقانون الإيراني".
وقالت وكالة تسنيم الإيرانية إن الأدلة والوثائق المقدمة من الجهات الأمنية والمخابراتية تثبت صلة هؤلاء المعتقلين بجهاز الموساد وتعاونهم مع إسرائيل.
إعلان
اختراق يوجب المحاسبة
وتفاعل كثيرون مع قضية العملاء الإسرائيليين، التي اعتبرها ناشطون دليلا على اختراق كبير لإيران يوجب محاسبة المتورطين فيه جنبا إلى جنب مع المسؤولين الأمنيين المقصرين، في حين قال آخرون إن طهران تعلمت الدرس وإن عليها الاستفادة مما حدث.
فقد كتبت سني: "يجب على إيران الاستمرار في ملاحقة عناصر الموساد والجواسيس وإلا فإن إسرائيل ستبني خلايا بكميات تتجاوز الكميات السابقة وستكون كارثة أمنية وفضيحة".
كما كتبت فاطمة: "إيران لازم تفهم الدرس.. معقولة بلد فيه كل هؤلاء الجواسيس! وبعدين المفروض يتكتمون على مشاريعهم العسكرية. كيف كل شيء مكشوف؟".
أما "الصقر"، فكتب "هذا العدد الكبير من الجواسيس معناه أن الخرق مهول في الداخل الإيراني"، مضيفا "هذه وصمة مسيئة وكارثة أمنية بكل المقاييس".
وأخيرا، كتبت أحمد: "يجب محاسبة المسؤولين النائمين أولا قبل الجواسيس، لأنهم سمحوا للعدو ببناء جيش داخل إيران".
على الجانب الآخر، أعلنت إسرائيل توقيف بضعة أشخاص خلال الأيام الماضية بشبهة التخابر لصالح إيران، ليرتفع عدد الإسرائيليين المعتقلين بهذه التهمة منذ بدء الحرب على غزة إلى 23 شخصا.
0 تعليق