أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بعد أيام من التصعيد العسكري الخطير الذي شهدته المنطقة، وسط حالة من القلق.
القرار جاء بعد ضربات متبادلة بين الطرفين أثارت مخاوف من الدخول إلى حرب واسعة، هذا الإعلان فتح باب التساؤلات ما إذا كان نابعًا من رغبة في التهدئة فعليًا.
وقال محمد فوزي، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار يحمل في طياته عدة دلالات مهمة، أولها أن الولايات المتحدة لا ترغب في إطالة أمد النزاع القائم بين إيران وإسرائيل، وذلك خشية من خروج الاشتباك عن السيطرة، إلى جانب ما يشكله استمرار الحرب من تكلفة باهظة تمس المصالح الأمريكية في المنطقة.
وأشار فوزي، في تصريحات خاصة لصدى البلد، إلى أن واشنطن تشعر بقلق متزايد من تداعيات الهجمات الإيرانية المتكررة على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وهو ما يحتمل أنه دفعها للضغط باتجاه تهدئة المشهد، كما رجح أن الطرفين الأمريكي والإيراني قد التزما بقواعد اشتباك ضمنية أفضت إلى الشكل الذي انتهى به التصعيد، ما يدل على وجود قدر من التنسيق غير المباشر بينهما.
وأوضح فوزي أن إيران حاولت من خلال عمليتها الأخيرة داخل بعض مناطق الداخل الإسرائيلي إرسال رسالة سياسية بأنها الطرف الذي اختار إنهاء التصعيد، وأنها لا تزال تملك القدرة على خوض حرب استنزاف إذا تطلب الأمر، سعيًا لتحقيق انتصار سياسي معنوي.
وأضاف أن ترامب يسعى إلى تحقيق مكاسب عبر المسار السياسي والدبلوماسي بعد أن ثبت أن الخيار العسكري لن يؤدي إلى نتائج حاسمة، مؤكدًا أن الرهان الأمريكي حاليًا ينصب على إنجاح الحلول غير المسلحة.
ورغم ذلك، نبه فوزي إلى أن هذا الإعلان لا يخلو من تحديات، أبرزها التقلبات المعروفة في سياسات ترامب، بالإضافة إلى التصرفات المتهورة لليمين المتطرف داخل إسرائيل، وعدم وجود وقف فعلي للحرب في قطاع غزة، والتي تمثل برأيه “جذر الأزمة” في المنطقة.
كما أشار إلى أن الاتفاق نفسه قد يكون عرضة للخروقات، كما حدث بالفعل في الساعات الأولى من إعلانه، سواء بفعل أطراف تسعى لإفشاله، أو بسبب قرارات انفعالية من أحد الجانبين دون حساب العواقب.
0 تعليق