لغة القرآن ذلك الكتاب لا ريب فيه - هرم مصر

الجمهورية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لماذا ورد اسم الإشارة ذلك وليس هذا في بداية سورة البقرة "ذلك الكتاب لا ريب فيه" والجواب هو إشارة إلي علوه وبُعد رتبته وبعده عن الريب وأنه بعيد المنال لا يستطيع أن يؤتي بمثله "ذلك الكتاب لا ريب فيه" دلالة علي البعيد والله تعالي قال في نفس السورة: "وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبي مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَي عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةي مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ "23" فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ "24"" هذا الأمر بعيد عن المنال أن يؤتي بمثله.

إذن ذلك الكتاب إشارة إلي بعده وعلو مرتبته. والقرآن يستعمل "هذا" لكن في مواطن "إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ "9" الإسراء" عندما قال يهدي للتي هي أقوم يجب أن يكون قريباً حتي نهتدي به لكن لما قال ذلك الكتاب هو عالي بعيد لا يستطاع أن يؤتي بمثله فسبحان من وضع كل كلمة في مكانها الصحيح.

لئن أخرجتم وإن قوتلتم

قال تعالي في سورة الحشر "أَلَمْ تَر إِلَي الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ "الحشر:11"؟"

الجواب كما يقول د.فاضل السامرائي: اللام في "لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ" موطئة للقسم. "وَإِن قُوتِلْتُمْ" لا وجود للام. لئن أخرجتم لام القسم ولنخرجن معكم جواب القسم. أيها الأقوي "لئن" باللام أو بدون لام؟ باللام. لام القسم أقوي. إذن "لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ" هذه حالة و"وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ" هذه حالة أخري أقل إذن الأولي أقوي. هذا حكم نحوي. واحدة فيها لام القسم والأخري ليس فيها. المنافقين في الإخراج قالوا "لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ" فيها توكيد أما في القتال ليس فيها توكيد فصار التوكيد أقل "وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ" القتال ليس بمنزلة الإخراج فأكدوا في الخروج ولم يؤكدوا في القتال. لسان حال المنافقين أنهم يخافون علي أنفسهم.

 


يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق