الضحك بهذه الطريقة يبطل الوضوء والصلاة - هرم مصر

الجمهورية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

* ما حكم من ضحك في الصلاة دون قصد. وسواء بصوت أو بدون صوت؟

** الفقهاء. وبخاصة في المذهب الحنفي. فرقوا بين "الضحك" و"القهقهة" في الصلاة» فإذا ضحك المصلي ضحكًا خفيفًا بغير صوت. بطلت صلاته فقط. وعليه أن يعيدها. أما إذا قهقه -أي ضحك بصوت عالي ظاهر- فإن القهقهة لا تبطل الصلاة فقط. بل تبطل الوضوء أيضًا. ويجب عليه أن يتوضأ ويعيد الصلاة.

وذلك يعود إلي أن الضحك الخفيف يُعد نوعًا من السهو أو غلبة النفس. أما القهقهة فهي خروج ظاهر عن هيئة الخشوع والتعظيم التي تليق بالموقف بين يدي الله. وكأن الإنسان قد انفصل تمامًا عن روح الصلاة ومعناها. ولذا شدد فقهاء الحنفية في هذا الأمر.

ويجب تهيئة النفس والذهن قبل الدخول في الصلاة. لتكون صلة حقيقية بين العبد وربه. خالية من أي مؤثرات تخرج بالمصلي عن جوها الروحي والعبادي.

* أمتلك محلًا لبيع الملابس. وأقوم ببيع البضائع بالتقسيط مع إضافة مبلغ بسيط علي السعر الأصلي. فهل هذه الزيادة تُعد ربا؟ أم أنها ربح مشروع؟

** البيع بالتقسيط مع زيادة في السعر لا يُعد ربا شرعًا. فهذه الزيادة تُعتبر جزءًا من الثمن وليست زيادة ربوية.. وإذا كان سعر القطعة نقدًا 100 جنيه. وسعرها بالتقسيط 120 جنيهًا. فهذا جائز شرعًا ولا حرج فيه. ما دام السعر متفقًا عليه من البداية بين البائع والمشتري.. وهذه الزيادة هي فرق في الثمن مقابل الأجل. وهي معروفة ومشروعة في الفقه الإسلامي. ولا علاقة لها بالربا. لأنه لم يكن هناك بيع نقدي ثم طلب زيادة لاحقة علي الثمن. وإنما هو تحديد لسعر البيع وفق طريقة السداد منذ البداية.. وهذا يُعد من أرباح التجارة المشروعة. وليس من الربا. ما دام الأمر واضحًا ومُتفقًا عليه. ولا يُشترط أن تكون السلعة بنفس السعر نقدًا وتقسيطًا.

* هل يغفر الله سبحانه وتعالي الذنوب جميعها مهما كانت صغيرة أو كبيرة؟.

** الله سبحانه وتعالي يغفر جميع الذنوب مهما كانت. بشرطين هما ألا يكون فيها شرك به. وأن يتوب العبد توبةً نصوحًا. لقوله تعالي: "إني لغفارى لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدي".

وباب التوبة مفتوح. ولكن لابد من الندم علي الذنب. والإقلاع عنه. والعزم علي عدم العودة إليه. فالمسلم قد يقع في الخطأ أثناء يومه أو ليله. لكن المهم هو أن يُسرع إلي الاستغفار وتجديد التوبة دون تأخير.

وهناك خطأ شائع لدي البعض. حيث يظن الإنسان أنه إذا أذنب فلا يصح له أن يصلي أو يصوم أو يتصدق. ويقول في نفسه: "أنا عملت ذنوب كثيرة. فمكسوف أقف أصلي".

وهذا تفكير خاطئ. بل الواجب علي العبد إذا أذنب أن يقترب من الله أكثر. لا أن يبتعد. لأن ترك العبادة مع الذنب يعني أن الإنسان جمع علي نفسه مصيبتين: الذنب والبعد عن الله.. وأدعو كل من أذنب إلي أن يبادر بالعمل الصالح. ويُكثر من الاستغفار. ويُداوم علي الطاعات. لأن هذه الأعمال الصالحة تعين الإنسان علي التوبة. وتُعيد إليه السكينة والطمأنينة.

* هل يجوز أن يُعطي الأب الزكاة لابنته المتزوجة؟

** الأصل في الزكاة أنها لا تجوز بين الأصول والفروع. أي لا تجوز من الأب إلي ابنته أو من الابن إلي أبيه. إلا في حالات محددة.. والبنت المتزوجة أصبحت تحت مسئولية زوجها من حيث النفقة. لكن هذا لا يعني انتقال القوامة بمعناها الشرعي. لأن القوامة ليست سلطة مطلقة بل هي مسئولية قائمة علي النفقة والرعاية.

والراجح في أقوال الفقهاء أن الأب لا يجوز له أن يُعطي ابنته المتزوجة من الزكاة. لأنها من الفروع الذين يجب عليه النفقة عليهم إذا احتاجوا. ما لم تكن النفقة ساقطة عنه بسبب زواجها.. وإذا كان زوج الابنة فقيرًا ولا يقدر علي النفقة. فقد أجاز بعض الفقهاء أن يُعطي الأب زكاة ماله للزوج. لا للابنة مباشرة. لأن الزوج شخص مستقل شرعًا. ويجوز إعطاؤه الزكاة إن كان مستحقًا.

* ما شروط تنفيذ الوصية الشفوية قبل الموت ومتي يُعتد بها شرعًا وما حدود تنفيذها؟

** الوصية الشفوية يُعتد بها شرعًا إذا سمعها الورثة من الموصي مباشرة قبل وفاته. أو أقروا بها لاحقًا حين نُقلت إليهم. بشرط ألا تتجاوز ثلث التركة.. فهي بمثابة عهد واجب التنفيذ.

أما إذا لم يسمعها الورثة بأنفسهم. ونُقلت إليهم عن طريق شخص آخر كأمهم أو عمهم أو أحد معارفهم. فالأمر في هذه الحالة مرهون بتصديقهم لهذه الوصية.. فإن صدقوا بها. وجب تنفيذها. وإن أنكروها ولم تكن هناك بيّنة أو شهود. فلا تلزمهم.

وهذه الوصايا غالبًا ما تكون متعلقة بحقوق العباد. فأحيانًا يُوصي الأب لأحد أبنائه بجزء من المال أو العقار لأنه كان يساعده في التجارة أو الزراعة أو بناء البيت. ويشعر عند اقتراب وفاته أنه مدين له بقدر جهده. فيوصي له بذلك كمكافأة أو سداد لما لم يُعط له في حياته.. والوصية في هذه الحالات لا تكون تمييزًا بين الأبناء بدافع الحب. بل هي بمثابة تقدير لمجهود بُذل من الابن. وقد يكون له فيها حق فعلي. وإن لم يُكتب له من قبل.

وأنا أدعو أولاد هذا الرجل أن ينظروا في وصيته بعين الإنصاف. وإذا كان أخوهم بالفعل قد ساعد والدهم ووقف بجانبه. فالأولي أن يُنفذوا هذه الوصية. امتثالًا لوصية والدهم وإبراءً لذمته أمام الله. وإعطاءً لكل ذي حق حقه.

* هل تمنع الكلاب والصور دخول الملائكة للمنزل؟ 

** حول حقيقة عدم دخول الملائكة بيتًا فيه كلب: الفقهاء أوضحوا أن الملائكة لا تدخل البيت الذي فيه كلب أو صورة. ولكن المقصود بالكلب هنا هو الذي لا فائدة منه. مثل الكلب المدلل الذي يُقتني بلا سبب شرعي.. فالكلاب التي لها منفعة. مثل كلاب الحراسة أو الصيد. لا تمنع دخول الملائكة. لأنها مستثناة من النهي. والشريعة الإسلامية لا تمنع اقتناء الكلاب إذا كانت لغرض مشروع.

وحول الرأي الشرعي في مسألة تعليق الصور. وهل تمنع الملائكة من دخول البيت. بعض الفقهاء يرون أن المقصود بها الصور المجسمة التي تُعبد من دون الله. أما الصور الفوتوغرافية أو غير المجسمة فلا حرج فيها. خاصة إذا لم يكن فيها تعظيم أو مضاهاة لخلق الله.

* هل يجوز للمرأة أن تُصلي داخل السيارة أثناء سيرها؟ وهل الصلاة في هذه الحالة تكون صحيحة؟

** بعض الفقهاء أجازوا الصلاة في وسائل المواصلات عند الضرورة. إذا كان الوقت سيخرج ولا يوجد مكان مناسب للصلاة. كأن تكون المرأة في سيارة تسير ولا توجد استراحة قريبة. أو كانت في طائرة ولا تستطيع الوقوف أو التوجه للقبلة.

وإذا كانت المرأة قادرة علي أداء الصلاة قيامًا وركوعًا وسجودًا في وضع طبيعي. ويُمكنها التوجه للقبلة. فالأَولي أن تؤدي الصلاة بهذه الهيئة. لأن الأصل في الصلاة المفروضة أن تُؤدي علي هيئتها الكاملة.

ولكن في حال تعذّر ذلك. كأن تكون في وسيلة مواصلات لا تسمح بالحركة أو تغيير الاتجاه. فيجوز لها أن تُصلي علي حسب قدرتها. حفاظًا علي الوقت. ثم إذا نزلت من وسيلة المواصلات. تعيد الصلاة مرة أخري علي الهيئة الصحيحة. حتي ولو خرج وقتها. وذلك احترامًا لركن الكيفية في الصلاة.

والشريعة قائمة علي التيسير ورفع الحرج. لكن مع الحرص علي أداء الفريضة علي أكمل وجه كلما أمكن ذلك.. فلو صلّت المرأة في السيارة مضطرة. فصلاتها صحيحة ومقبولة إن شاء الله. لكن الأفضل أن تعيدها لاحقًا عندما تتمكن.

 


يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق