أمين البحوث الإسلامية: الشريعة لا تفرِّق في حرمة النفس بين مسلم وغير مسلم - هرم مصر

الاسبوع 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال فضيلة الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، إنَّ الدِّين الإسلامي الحنيف كرَّم الإنسان وحفظ دمه، وشدَّد على تجريم القتل والثأر، لِمَا في ذلك من إهدارٍ لحياة الناس، وتفكيكٍ لبنية المجتمعات، وإنَّ مِن أعظم مقاصد الشريعة الإسلاميَّة حِفظ النفْس، وهو ما تجلَّى في تحريم القتل وجَعْله مِنَ الكبائر التي تفتح أبواب الجريمة والفوضى.

وأضاف الجندي، خلال كلمته في ملتقى «الأزهر للقضايا المعاصرة»، الذي عُقِدَ اليوم بعد صلاة المغرب بالجامع الأزهر، تحت عنوان: (حرمة الدماء ووَحدة الصف) - أنَّ ظاهرة الثأر مِن أخطر الظواهر التي تُكدِّر صفو المجتمع وتمسُّ أمنه واستقراره، مبينًا أنَّ الإسلام واجه هذه الظاهرة منذ لحظة إشراقه على الوجود، حين كانت الجاهليَّة تموج بفتن الدماء والقتل العشوائي، وتسودها العصبيَّة والهمجيَّة، فجاءت الشريعة لتحرِّم هذا المسلك الوحشي، وترسِّخ بدلًا منه مبادئ التسامح والعفو وتحقيق العدل.

وأكَّد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أنَّ «دِيننا الحنيف قد نهى عن العصبيَّة القبليَّة، وحذّر النبي ﷺ مِنَ التحزُّبات التي تُفضي إلى القتل، لافتًا إلى أنَّ البيئة التي تشرعن الثَّأر تُشبِهُ حياة الغابة، وأنَّ الشريعة قد أرسَت قواعدَ صارمةً لتحقيق الأمن المجتمعي، مِنْ خلال مَنْع الاعتداء على النفْس، والتحذير مِن عاقبة القاتل».

مجمع البحوث الإسلامية

وأوضح فضيلته أنَّ النبي ﷺ بُعِثَ في بيئة كان القتل فيها فاشيًا، وتسودها الحروب لأتفه الأسباب، فحرص على القضاء على هذه المظاهر البربريَّة، وأكَّد أنَّ قَتْل النفْس الواحدة كقتل الناس جميعًا، لِمَا فيه من هَتْكٍ لحرمة الدماء، وفَتْحٍ لباب الإفساد، وتطبيعٍ للعدوان، مشيرًا إلى أنَّ كثيرًا مِنَ الأحاديث النبوية والآيات القرآنية جاءت لتؤكِّد أنَّ هذه الجريمة مِنَ الموبِقات، وأنَّ القاتل محرومٌ مِن دخول الجنة إذا أراق دمًا بغير حق.

وتابع أنَّ مِن بشاعة هذه الظاهرة أنَّ القاتل يفقد إنسانيَّته، ويُحرَم من نعيم الجنة، كما جاء في الحديث النبوي: «ومَن استطاع ألَّا يُحال بينه وبين الجنَّة بملء كفٍّ من دم أهراقه، فليفعل»، مشدِّدًا على أنَّ الإسلام لا يميز في حرمة النفْس بين مسلم وغير مسلم، بل جعل قَتْل المعاهَد خيانةً لعهد الله ورسوله، وتوعَّد فاعله بعدم شمِّ رائحة الجنَّة.

واختتم الدكتور محمد الجندي كلمته بتأكيد أنَّ الدماء أوَّل ما يُقضَى فيه يوم القيامة، في دلالة واضحة على خطورة هذه الجريمة، ووجوب مواجهتها بمنهجيَّة واعية تنطلق من تعاليم الدِّين وتكريم الإنسان، داعيًا إلى تكثيف التوعية، وتحصين الشباب ضد ثقافة العنف والثَّأر، والاحتكام إلى الشرع الحنيف، حفاظًا على الأرواح، وصَوْنًا للمجتمعات مِنَ التمزُّق والانهيار.

يأتي انعقاد هذا الملتقى دعمًا للحملة التوعويَّة الشاملة التي أطلقها مجمع البحوث الإسلاميَّة بعنوان: «ومَن أحياها» لمواجهة الخصومات الثأريَّة، وذلك في ضوء توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بضرورة تكثيف الجهود التوعويَّة والوقائيَّة لمعالجة الظواهر السلبيَّة مِن منظور دِيني وإنساني شامل.

اقرأ أيضاً
أمين البحوث الإسلامية مهنئًا بحلول عيد الأضحى: فرصة لتعزيز المحبَّة والرحمة والتكافل

«أمين البحوث الإسلامية» يتابع جهود وعَّاظ الأزهر في توعية الحُجَّاج بمطار القاهرة

وفد من مجمع البحوث الإسلامية يزور منطقة بورسعيد الأزهرية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق