كيف تتعرف على تطبيقات الموبايل المزيفة قبل تحميلها؟ دليل شامل للحماية - هرم مصر

اليوم السابع 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في الوقت الذي أصبحت فيه الهواتف الذكية تحتفظ بكل ما هو شخصي وحساس، من البيانات البنكية إلى الذكريات الخاصة، فإن تحميل تطبيق مزيف لم يعد مجرد خطأ عابر، بل خطر حقيقي، فالتطبيقات المزيفة أصبحت أكثر إقناعًا وتشبه التطبيقات الأصلية لدرجة قد لا يلاحظ المستخدم الفرق إلا بعد فوات الأوان.

 

تلك التطبيقات المقلدة قد تستخدم لسرقة البيانات، أو لإغراق الهاتف بالإعلانات، أو لاستهلاك البطارية بشكل مفرط، وفي بعض الحالات، قد تقوم بتثبيت برمجيات تجسس خفية، وعلى الرغم من أن متاجر التطبيقات الرسمية مثل "جوجل بلاي" و"آب ستور" تمتلك أنظمة لرصد هذه التطبيقات وحذفها، إلا أن بعضها لا يزال ينجح في الإفلات والظهور للمستخدمين، لذلك  من الضروري معرفة العلامات التي تساعد على تمييز التطبيقات المزيفة قبل تثبيتها.

 

أحد أبرز المؤشرات التي يمكن من خلالها اكتشاف التطبيق المزيف هو التحقق من اسم المطور، كثير من التطبيقات المقلدة تستخدم اسم التطبيق الحقيقي وشعاره، لكن يتم رفعها باسم مطوّر مختلف قليلاً، على سبيل المثال، بدلًا من "WhatsApp LLC"، قد يظهر اسم المطور على التطبيق المزيف كـ "WhatsApp Pro Dev" أو "WhatsUp Messenger".

وللتحقق، يمكن النقر على اسم المطور ومراجعة التطبيقات الأخرى التي نشرها، كذلك وجود عدد قليل من التطبيقات أو غياب أي تطبيقات موثوقة يعد مؤشراً على الاحتيال.

الاعتماد على اسم التطبيق أو شعاره فقط ليس كافيًا، إذ غالبًا ما تكون هذه العناصر مقلدة بشكل شبه متقن، ومن العلامات التي تستدعي الحذر وجود اختلافات طفيفة في التهجئة أو التصميم، مثل "Face Book" بدلًا من "Facebook"، أو استخدام شعارات بألوان باهتة أو منخفضة الجودة، كذلك يجب توخي الحذر من التطبيقات التي تعد بإصدارات "برو" أو "بلس" أو "HD" من تطبيقات شهيرة لا توفر فعليًا مثل هذه النسخ.

قراءة وصف التطبيق وتحديثاته يمكن أن تكشف الكثير، التطبيقات الرسمية عادة ما تحتوي على وصف دقيق وخالٍ من الأخطاء، وتوضح التحديثات الأخيرة بوضوح، أما التطبيقات المزيفة، فغالبًا ما تتضمن وصفًا عامًا وغامضًا، أو بها أخطاء لغوية، وتكون تحديثاتها متباعدة أو غير واضحة، مثل "إصلاحات عامة" بدون تفاصيل فعلية.

لا ينبغي أيضًا الاعتماد فقط على التقييم العام بالتقديرات النجمية، فقد تحصل التطبيقات المزيفة على تقييمات مرتفعة من خلال مراجعات مزيفة أو مبالغ فيها، ومن الأفضل قراءة التعليقات الأخيرة بعناية، والبحث عن شكاوى متكررة تتعلق بالإعلانات الكثيفة أو الأذونات المفرطة أو استخدام البيانات بطريقة مشبوهة.

من الضروري فحص الأذونات التي يطلبها التطبيق، فمثلًا لا حاجة لتطبيق الكشاف أن يطلب الوصول إلى جهات الاتصال أو الميكروفون، على أندرويد تظهر الأذونات المطلوبة قبل تثبيت التطبيق، أما على iOS فتظهر عند الاستخدام الأول لكل ميزة، إذا بدا أن التطبيق يطلب صلاحيات لا تتناسب مع وظيفته، فهذا مؤشر يدعو للقلق.

من العلامات التي يجب الانتباه إليها أيضًا عدد مرات تحميل التطبيق وحجمه، التطبيقات الشهيرة غالبًا ما تُحمّل ملايين المرات، بينما التطبيقات المزيفة قد يكون عدد مرات تحميلها ضئيلًا رغم ادعائها بأنها نسخ رسمية، كذلك الحجم غير المعتاد للتطبيق قد يكون دليلاً على أنه إما مجرد واجهة للإعلانات أو يحتوي على ملفات خبيثة.

يمكن استخدام خاصية البحث العكسي بالصور لفحص لقطات الشاشة المعروضة في صفحة التطبيق، في بعض الحالات تكون هذه الصور منسوخة من تطبيقات أصلية أو معدلة بشكل بسيط، إذا ظهرت الصور نفسها في مواقع مشبوهة أو غير موثوقة، فإن ذلك يعد إشارة إلى ضرورة التراجع عن التثبيت.

ينصح أيضًا بتجنب تحميل التطبيقات من متاجر خارجية، إلا في حالات الضرورة القصوى، فرغم أن متجر "جوجل بلاي" و"آب ستور" يوفران حدًا أدنى من الأمان، فإن المتاجر غير الرسمية قد تفتقر لأي رقابة، وإذا كان لا بد من التحميل من مصادر بديلة، فيجب الاعتماد على منصات موثوقة مثل APKMirror أو F-Droid.

في حال عدم التأكد من أمان التطبيق، يفضل تثبيته أولًا على هاتف ثانوي أو استخدام محاكي أندرويد على الحاسوب مثل Bluestacks، لتجربته في بيئة آمنة قبل تثبيته على الهاتف الرئيسي الذي يحتوي على بياناتك.

بعض أنواع التطبيقات تشتهر بوجود نسخ مزيفة يصعب اكتشافها، من أبرزها تطبيقات قراءة رموز QR، والتي قد تبدو بريئة لكنها في الواقع تُستخدم أحيانًا لتوجيه المستخدم إلى مواقع تصيد، وبما أن معظم الهواتف الحديثة أصبحت تتضمن قارئ QR مدمج داخل تطبيق الكاميرا، فإن استخدام تطبيقات خارجية لم يعد ضروريًا.

ينطبق الأمر نفسه على تطبيقات توفير البطارية أو تسريع الذاكرة، والتي غالبًا لا تقدم فائدة حقيقية، بل تستهلك موارد الجهاز وتعرض المستخدم لإعلانات مزعجة، وبالنسبة لتطبيقات الكشاف، فمعظم الهواتف تأتي بخاصية الكشاف بشكل مدمج، ولم يعد من المنطقي تثبيت تطبيق مخصص لها.

كما ظهرت في الفترة الأخيرة تطبيقات مزيفة تدّعي أنها نسخ احترافية من أدوات الذكاء الاصطناعي مثل "ChatGPT Pro"، أو "AI Assistant Premium"، وبعضها يطلب رسومًا مالية مباشرة أو يعرض شبكات إعلانية مزعجة، ينصح دائمًا بتحميل هذه التطبيقات فقط من المصادر الرسمية مثل جوجل أو مايكروسوفت أو أوبن إيه آي، مع التحقق من اسم الناشر.

كما لم تعد التطبيقات المزيفة بدائية أو سهلة الاكتشاف كما كانت في الماضي، بل أصبحت تصمم لتبدو أصلية، بواجهات أنيقة وتقييمات مرتفعة، ولكن مع قليل من الحذر والتحقق، يمكن للمستخدم أن يتفادى الوقوع في الفخ.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق