في خطوة تعكس التوجه المتزايد لدمج الذكاء الاصطناعي في الصناعات الاستهلاكية، أعلنت شركة ماتيل (Mattel) – المصنّعة لدمى باربي الشهيرة – عن شراكة استراتيجية مع شركة OpenAI لتطوير ألعاب ومنتجات ذكية تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، على أن يتم طرح أول منتج رسمي في وقت لاحق من هذا العام.

وقالت ماتيل في بيان رسمي يوم الخميس إن التعاون مع OpenAI يهدف إلى “جلب سحر الذكاء الاصطناعي إلى تجارب لعب مناسبة للعمر، مع التركيز على الابتكار والخصوصية والسلامة”. وتشمل مجموعة منتجات ماتيل الشهيرة أيضًا سيارات Hot Wheels وبطاقات Uno، مما يجعل هذا التعاون مثار اهتمام واسع في صناعة الألعاب.

الذكاء الاصطناعي يدخل عالم الدمى

تعتزم ماتيل دمج أدوات متطورة من OpenAI مثل ChatGPT Enterprise في خطوط الإنتاج، ليس فقط لتعزيز وظائف الألعاب، بل أيضًا لدعم الابتكار داخل أقسام الشركة وتحقيق تحول شامل على مستوى العمليات.

وقال كبير مسؤولي التشغيل في OpenAI، براد لايتكاب: “من خلال هذه الشراكة، تحصل ماتيل على مجموعة متقدمة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب أدوات جديدة لرفع الإنتاجية والإبداع، وتحقيق تحول واسع النطاق عبر الشركة.”

رهان على المستقبل وسط ركود في الطلب

يأتي هذا التحول في وقت تواجه فيه شركات الألعاب الكبرى، بما في ذلك ماتيل، تحديات اقتصادية بسبب تراجع الطلب الاستهلاكي، وسط محاولات المواطنين تقليص الإنفاق لمواجهة تداعيات السياسات التجارية المتغيرة في ظل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وعلى مدار العام الماضي، سعت ماتيل إلى تنويع مصادر دخلها من خلال إنتاج أفلام ومسلسلات وألعاب إلكترونية مستوحاة من علاماتها التجارية، وعلى رأسها “باربي” و”هوت ويلز”، كوسيلة لتعويض التباطؤ في المبيعات التقليدية للألعاب.

الذكاء الاصطناعي لتعزيز النمو رغم التحديات

في خطوة أخرى لتعزيز الاستقرار المالي، أعلنت الشركة الشهر الماضي سحب توقعاتها السنوية، كما قررت رفع أسعار بعض منتجاتها داخل الولايات المتحدة لمواجهة ارتفاع تكاليف سلاسل الإمداد.

من المنتظر أن يشكل التعاون بين ماتيل وOpenAI نقطة تحول فارقة في مستقبل ألعاب الأطفال، حيث ستُتاح لهم ولأسرهم تجارب لعب أكثر تفاعلية وذكاءً — لكن مع التزام صارم بالخصوصية وسلامة المستخدمين، وبينما تستعد الأسواق لاستقبال أول دمية “باربي ذكية”، يبقى السؤال: هل تكون هذه بداية عصر جديد من الألعاب التي تفكر وتتفاعل؟