من سقوط بغداد إلى حصار دمشق.. "سيوف العرب" ينعش الذاكرة التاريخية للمشاهد - هرم مصر

الكورة السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

حظي مسلسل "سيوف العرب" بتفاعل كبير من الجمهور في الوطن العربي منذ عرض أولى حلقاته على قناة قطر ومنصة شاهد، وذلك لما يتناوله من أحداث تاريخية مشوقة، من أبرزها سيرة فارس العرب عمرو بن معديكرب، وحصار دمشق، وسقوط بغداد، وغيرها من اللحظات المفصلية في التاريخ العربي.

وجاء الإعلان الرسمي عن المسلسل -عبر منصة شاهد- مستخدما الوسم "كيف يغير سيف واحد مصير أمة" مما أثار موجة من النقاشات وردود الفعل المتباينة بين المشاهدين منذ انطلاق عرضه.

واعتبر متابعون أن الحلقة الثالثة أعادت فتح جرح قلب كل عربي، من خلال تجسيد سقوط بغداد على الشاشة، كما أشادوا بأداء الممثل الأردني منذر رياحنة في مشاهده داخل العمل.

وأشاد كثيرون بأداء الممثلين في حلقة "سقوط بغداد" واعتبروها مؤثرة ونهاية أسطورية.

إعلان

وجاءت الحلقة الثانية تحت عنوان "حصار دمشق" وقد تميزت بتطور لافت في الأحداث، مع إشادة واسعة بأداء الممثلة السورية رهام القصار في تجسيد شخصية خولة بنت الأزور، إلى جانب الثناء على جودة الكتابة التي اتسمت بالمنطق والسلاسة.

من جانب آخر، وجّه عدد من المتابعين انتقادات للمسلسل، مشيرين إلى أن تقنياته تشبه إلى حد كبير أساليب الإنتاج التي كانت سائدة مطلع الألفية، ولا تتماشى مع معايير العصر الحالي من حيث جودة التصوير أو أسلوب السرد واستخدام المؤثرات البصرية.

ورغم ذلك، أكد بعضهم الحرص على متابعة العمل نظرا لاهتمامه بقصص فرسان العرب وتركيزه على البطولات والمجد العربي وأسماء سيوف الفرسان. كما طالت الانتقادات أداء الممثل باسم ياخور في دور عمرو بن معديكرب، ووُصف بأنه مسرحي ومبالغ فيه.

من الجاهلية لفجر الدولة الأموية

ينطلق المسلسل التاريخي "سيوف العرب" من أجواء الجاهلية، ويواصل رحلته حتى بزوغ فجر الدولة الأموية، مستعرضا مسيرة السيف العربي كرمز للقوة والشرف، ودوره الجوهري في تشكيل معالم الحضارة العربية والإسلامية. ويعتمد العمل على سرد درامي مدعوم بالتوثيق، يُبرز من خلاله أبرز التحولات السياسية والعسكرية التي مر بها العرب، مسلطاً الضوء على لحظات حاسمة في التاريخ.

إعلان

وقد جرى تصوير المسلسل بالمغرب، وتحديدا مدينتي مراكش وورزازات، حيث تنسجم البيئة الطبيعية مع الأجواء التاريخية التي يتناولها العمل، مما منح المشاهد طابعاً بصرياً نابضاً بالواقعية. وهذا المسلسل من إنتاج المؤسسة القطرية للإعلام، وقد كتب نصه الدكتور محمد البطوش، وأخرجه سامر جبر.

ويضم المسلسل أكثر من 80 فنانا من مختلف أنحاء الوطن العربي، في مقدمتهم جمال سليمان، سلوم حداد، باسم ياخور، منذر رياحنة، عاكف نجم، نضال نجم، محمد مفتاح، ناصر عبد الرضا، غازي حسين، محمد خويي، عز العرب الكغاط، عبد الكريم القواسمي، ريهام القصار، سميرة مقرون، محمد الإبراهيمي، خالد نجم، محمد مراد.

إحياء التاريخ العربي برؤية عصرية

من جانبه، أكد مدير تلفزيون قطر علي بن صالح السادة أن "سيوف العرب" يمثل امتدادا طبيعيا لمسيرة درامية عربية نجحت في ترسيخ حضورها، مثل مسلسلي "الحجاج" و"عمر". وأشار إلى أن العمل -الذي أنتجته المؤسسة القطرية للإعلام- يأتي استكمالا لهذه السلسلة من الإنتاجات التي أعادت إحياء التاريخ العربي برؤية منصفة وشاملة تقدم السرد كما يراه العرب، لا كما يكتبه الآخرون.

وأضاف السادة -خلال فعالية خاصة جمعت مسؤولي المؤسسة القطرية للإعلام وفريق عمل المسلسل قبل أسابيع من العرض- أن "سيوف العرب" يشكل تجربة درامية وتوثيقية متميزة على مستوى الإنتاج العربي تعكس قدرة الدراما التاريخية في المنطقة على الجمع بين الإبداع البصري والدقة في استحضار الأحداث والشخصيات.

أما مخرج المسلسل سامر جبر، فقد أوضح أن "سيوف العرب" يمثل مشروعا فكريا وتوثيقيا يسعى إلى إعادة إحياء الحكايات العربية والإسلامية التي تشكل جزءا أصيلا من الهوية الثقافية. وأكد أن فريق العمل حرص على تقديم تلك القصص بروح معاصرة تحاكي الأجيال الجديدة، مع الحفاظ على صدقيتها وعمقها الحضاري.

وأشار جبر إلى أن هذا العمل استند إلى مراجع متعددة، ولم يقتصر على الرؤية المحلية، بل استعان بآراء مؤرخين من خارج العالم العربي، من بينهم باحثون من الولايات المتحدة وإسبانيا، بهدف تقديم صورة أكثر شمولية للتاريخ. ولفت إلى أن "سيوف العرب" يطرح قضايا فكرية حاضرة بقوة في بنية المسلسل، ويعكس إيمانا بأن التاريخ يجب ألا يروى من زاوية المنتصر فقط، بل من منظور يعلي من قيمة الحقيقة والعدالة.

إعلان

واعتبر أن المسلسل يشكل خطوة نحو إنتاج تاريخي عربي جاد، يتجاوز الترفيه إلى بناء وعي وإحياء ذاكرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق