تراجع جيش الاحتلال من مناطق جباليا الشرقية يكشف عن دمار هائل - هرم مصر

جريدة الايام 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب عيسى سعد الله:


كشف تراجع ملحوظ لقوات الاحتلال من وسط وشرق بلدة جباليا، شمال قطاع غزة، صباح أمس، عن دمار هائل قد حلّ بالمنطقة وكأن زلزالاً قد ضربها.
وغيّر أكثر من أسبوعين من الاجتياح المتواصل لمنطقة جباليا معالم المنطقة، التي تعرضت على مدار هذه الفترة لقصف مدفعي وجوي مكثف وغير مسبوق، تسبب في استشهاد أكثر من 400 مواطن وإصابة المئات ونزوح أكثر من عشرين ألف مواطن.
وطال الدمار الكلي حيّي السلام وعزبة عبد ربه ومربعي زمو والقرم، ومحيط شارعي مسعود والداخلية، ومنطقة وسط البلدة القديمة، ومحيط المسجد العمري، وتجمع المدارس، ومنطقة النزهة، ومسجد أبو الخير، وشارع العلويين، ومنطقة سراري، وأجزاء واسعة من الشارع القديم، وحوش الدرادنة.
كما دمرت قوات الاحتلال، خلال هذه الفترة، جميع المرافق والكراجات وورش إصلاح السيارات على جانبي شارع صلاح الدين، الذي يخترق الوسط الشرقي لبلدة جباليا.
كما طال الخراب المقبرتين القديمة والجديدة وسط البلدة، وقد تطايرت جثامين الشهداء بسبب تعرضهما للقصف الجوي.
وآخر المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق سكان البلدة تم في تمام الساعة التاسعة والنصف من مساء أول من أمس، وقد استهدفت عائلة جمال الدبور وسط البلدة بعدة صواريخ ثقيلة، أدت إلى استشهاد العشرات من أفرادها بعد أن دمرت المنزل فوق رؤوس ساكنيه.
ولا يزال العديد من الشهداء تحت الأنقاض بسبب كثافة الركام وعدم قدرة طواقم الدفاع المدني على التعامل معه بسبب قلة الإمكانات.
وارتكبت قوات الاحتلال خلال فترة عمليتها المكثفة في بلدة جباليا أكثر من ثلاثين مجزرة بحق عائلات، كان أقساها بحق عوائل خضر وعسلية ونبهان والنجار والبرش وأبو وردة والمطوق ودردونة.
وأصيب عشرات المواطنين بالذهول بعد رؤيتهم حجم الدمار، وفشلهم في التعرف على أماكن منازلهم التي اختفت آثارها، كما هو الحال مع المواطن محمود منصور، الذي كان يسكن في المنطقة الممتدة بين شارع مسعود ومدرسة سري نسيبة وسط البلدة.
وعاد منصور أدراجه بعد أكثر من ساعة من البحث عن ركام منزله الذي على ما يبدو، قد دفنته جرافات الاحتلال مع ركام عشرات المنازل الأخرى.
وقال منصور لـ"الأيام" إنه سيعود إلى خيمته المنصوبة في منطقة غرب حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، ليكمل باقي حياته على الأقل لحين انتهاء الحرب.
وعبّر منصور عن إحباطه بعد أن راوده الأمل ببقاء منزله قائماً أو جزء منه على الأقل يؤويه ويجنبه عناء النزوح والسكن في الخيمة في هذه الأجواء الحارة.
أما المواطن بكر بشير فلم يجد أثراً لورشته الخاصة بإصلاح السيارات "كراج" الواقعة على الجانب الغربي من شارع صلاح الدين. وفشل هو واثنان من أشقائه في العثور على ما يمكن الاستفادة منه من الورشة التي كانت تحتوي على كمية كبيرة من قطع الغيار، والمعدات الخاصة بالعمل.
وقدّر بشير في الأربعينيات من عمره خسائره بأكثر من مائة ألف دولار على الأقل، مؤكداً أن كثافة القصف ومباغتة قوات الاحتلال للمنطقة لم تسعفه بإجلاء بعض المعدات وقطع الغيار.
ورغم تقدم المواطنين في المناطق التي كانت مسرحاً لتوغل قوات الاحتلال إلا أن قوات الاحتلال لم تسمح لطواقم الإنقاذ وسيارات الإسعاف بالتقدم والوصول إليها، وأطلقت قذائف المدفعية باتجاه بعض السيارات التي حاولت الدخول إلى المنطقة للمساعدة في إجلاء جثامين الشهداء والإصابات إن وجدت.
وأغلق الركام جميع الطرق والشوارع المؤدية إلى كامل أنحاء البلدة، وبصعوبة بالغة يتحرك المواطنون، الذين وصلوا إلى المنطقة، رغم المخاطر الجسيمة التي تتربص بهم.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق