"كبار القادة ارتكبوا خطأ فادح".. مسؤولون إيرانيون: سوء التقدير لتوقيت الهجوم الإسرائيلي أدى لخسائر كبيرة - هرم مصر

سبق 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تم النشر في: 

14 يونيو 2025, 11:25 صباحاً

اهتزت إيران فجر الجمعة على وقع ضربات إسرائيلية واسعة النطاق، مستهدفةً 15 موقعًا حيويًا من أصفهان إلى شيراز، وهذا الهجوم لم يكن وليد اللحظة، بل جاء بعد تخطيط إيراني مكثف لأكثر من أسبوع، تحسبًا لهجوم إسرائيلي محتمل إذا فشلت المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، لكن التقدير الإيراني كان خاطئًا بشكل فادح، إذ لم يتوقع المسؤولون المقربون من القيادة الإيرانية، أن تضرب إسرائيل قبل جولة المحادثات الحاسمة التي كانت مقررة في سلطنة عُمان اليوم (الأحد)، وتجاهل المسؤولون التحذيرات واعتبروها "دعاية إسرائيلية" مما أدى إلى عواقب خطيرة، كشفت عن ثغرات أمنية قاتلة وموجة دمار واسعة.

تداعيات وخيمة

ويبدو أن شعورًا بالتراخي قد سيطر على القيادة الإيرانية، دفعهم إلى إهمال الاحتياطات الأمنية التي كانت مقررة مسبقًا، وهذه الرواية، التي تستند إلى مقابلات لصحيفة "نيويورك تايمز" مع ستة مسؤولين إيرانيين كبار وعضوين من الحرس الثوري (والذين فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم نظرًا لحساسية المعلومات)، تكشف حجم الإرباك الذي أصاب طهران بعد الضربات.

وفي ليلة الهجوم الإسرائيلي، اتخذ كبار القادة العسكريين الإيرانيين قرارًا مصيريًا أثبت خطأه الفادح، فبدلاً من اللجوء إلى المنازل الآمنة والمخابئ المعدة مسبقًا، فضلوا البقاء في منازلهم الخاصة، ظنًا منهم أنهم بمنأى عن الخطر، وهذا القرار أظهر ضعفًا في التخطيط الأمني وتهاونًا في التعامل مع التهديدات المحتملة.

اجتماع مميت

والخطأ لم يتوقف عند هذا الحد، فقد تجاهل اللواء أمير علي حاجي زاده قائد وحدة الفضاء الجوي التابعة للحرس الثوري، وكبار موظفيه، توجيهًا واضحًا يحظر التجمع في مكان واحد في أوقات الأزمات، وبدلاً من تشتيت أنفسهم وتجنب التركز في موقع واحد، عقدوا اجتماع حرب طارئ في قاعدة عسكرية بطهران، وكان هذا التجمع بمثابة "هدية" للمخابرات الإسرائيلية، التي استغلت الفرصة لتوجيه ضربة قاتلة، وعندما استهدفت إسرائيل القاعدة، قُتل اللواء حاجي زاده وكبار موظفيه، في خسارة فادحة للقيادة العسكرية الإيرانية.

وبحلول مساء يوم الجمعة، بدأت الحكومة الإيرانية للتو في استيعاب المدى الكامل للأضرار الناجمة عن الحملة العسكرية الإسرائيلية. الضربات، التي انطلقت في الساعات الأولى من اليوم، واستهدفت ما لا يقل عن 15 موقعًا حيويًا في جميع أنحاء إيران، من مدن رئيسية مثل أصفهان وتبريز، إلى مناطق أخرى في إيلام، ولرستان، وبروجرد، وقم، وأراك، وأورميا، وقصر شيرين، وكرمنشاه، وهمدان، وشيراز، وهذه الضربات المتزامنة والواسعة النطاق أظهرت قدرة إسرائيل على اختراق الدفاعات الإيرانية وتوجيه ضربات موجعة في عمق الأراضي الإيرانية.

ويشير المسؤولون الإيرانيون إلى أن سوء التقدير بشأن توقيت الهجوم وحجمه كان له دور كبير في هذه الخسائر الفادحة، فاعتمادهم على فكرة أن إسرائيل لن تضرب قبل جولة المحادثات القادمة في عُمان، جعلهم يتهاونون في اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة، فهل ستدفع هذه التجربة المريرة القيادة الإيرانية إلى إعادة تقييم استراتيجياتها الأمنية والاستخباراتية، أم أنها ستستمر في نفس نهجها الذي كلفها غاليًا؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق