في واقعة صادمة كشفتها أوراق التحقيق، تحول تطبيق "واتساب" من وسيلة تواصل إلى أداة تهديد وابتزاز، بعدما أقدم شاب على إرسال مقاطع فيديو خادشة للحياء لفتاة من محافظة القليوبية، مهددًا إياها بنشرها ما لم ترضخ لمطالبه المالية.
تفاصيل الواقعة دفعت النيابة العامة لإحالة المتهم إلى محكمة الجنايات، بعد ثبوت تهديده للضحية واستغلاله لمقطع مصور في محاولة لابتزازها ماديًا.
وبحسب التحقيقات، فإن المتهم لم يكتف بالتهديد، بل تجاوز حدود القانون والقيم، متعمدًا الإساءة إلى المجني عليها عبر إساءة استخدام وسائل الاتصال، وانتهاك خصوصيتها في سلوك اعتبرته النيابة جريمة مكتملة الأركان تستوجب المحاكمة أمام الجنايات.
وقالت الضحية، إنها على أثر محادثات فيما بينها وبين المتهم من خلال تطبيق واتس اب، قام الأخير إثرها بإرسال مقطع فيديو لإحدى السيدات حال رقصها بأن هددها بنشر ذلك إن لم ترضخ لطلباته المرسلة إليها كتابياً بطلب مبلغ مالي حدد قدره بالتحقيقات لمنع نشر ذلك الفيديو.
وقال محمد رشوان، محامي فتاة بالقليوبية التي تعرضت إلى إفشاء أمور مخدشة بالشرف ونشر مقطع فيديو وتهديدها، إن المحكمة قررت إحالة المتهم إلى محكمة الجنايات.
وأكد رشوان، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه تم تقديم مذكرة للنيابة العامة بإحالة القضية إلى المحكمة لاتهامه بنشر فيديوهات وصور خاصة بموكلتي، مشيرا إلى أن النيابة العامة قررت إحالة المتهم إلى محكمة الجنايات محبوسا، عقب القبض عليه.
وأسندت النيابة العامة، للمتهم “كريم.أ” أنه في غضون عام 2025 بمحافظة القليوبية هدد المجني عليها كتابة بإفشاء أمور مخدشة بالشرف ونشر مقطع فيديو، وذلك بأن أرسل إليها رسائل نصية عبر أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي (واتس اب)، تتضمن عبارات تقوية بنشر ذلك المقطع المصور لإحدى السيدات ومصحوبة بطلب كتابي ألا وهو دفعها لتسليم نقدي بمحادثتهم لقاء عدم نشر ذلك المقطع، وذلك على النحو المبين بالتحقيقات.
وكشف أمر الإحالة أن المتهم هدد المجني عليها سالفة الذكر بإنشاء مقطع فيديو لإحدى السيدات والملتقطة بمكان خاص، وذلك لحملها على إعطائه مبالغ نقدية لقاء عدم نشره لذلك المقطع، وذلك على النحو المبين بالتحقيقات.
كما حاز المتهم بقصد العرض مقطع فيديو لإحدى السيدات خادشة للحياء العام، تعمد إزعاج ومضايقة المجني عليها سالفة الذكر بإساءة استعمال أجهزة الاتصالات على النحو المبين بالتحقيقات.
كما اعتدى على مبادئ القيم الأسرية للمجني عليها سالفة الذكر منتهكاً حرمة حياتها، واستخدم حساباً خاصاً على شبكة معلوماتية أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي واتس آب، بهدف ارتكاب الجريمة.
وقررت جهات التحقيق، إحالة المتهم للمحاكمة لاتهامه بـ إفشاء أمور مخدشة بالشرف ونشر مقطع فيديو لفتاة في القليوبية.
ويستعرض “صدى البلد” من خلال هذا التقرير عقوبة الابتزاز الإلكتروني.
عقوبة الإبتزاز الإلكترونى
واجه قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، الصادر برقم 175 لسنة 2018، و المعروف إعلاميا بـ" جرائم الإنترنت" هذه المخالفات التي من شأنها المساس بحرية الحياة الخاصةوانتهاك خصوصايتهم، من خلال وضع عقوبات رادعة تشملالحبس والغرامة ، من أجل ضبط سلوكيات الأفراد والحفاظ علي حرمة الحياة الخاصة.
ونصت المادة (25) من القانون على أن: "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر، وغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه ولا تجاوز مائة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من ارتكب فعلًا من الأفعال الآتية:
1- الاعتداء على أى من المبادئ أو القيم الأسرية فى المجتمع المصرى.
2- انتهاك حرمة الحياة الخاصة أو أرسل بكثافة العديد من الرسائل الإلكترونية لشخص معين دون موافقته.
3- نشر عن طريق الشبكة المعلوماتية أو بإحدى وسائل تقنية المعلومات معلومات أو أخبارًا أو صورًا وما فى حكمها، تنتهك خصوصية أى شخص دون رضاه، سواء كانت المعلومات المنشورة صحيحة أو غير صحيحة.
كما نصت المادة (26) من القانون ذاته، على أن: “يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز 5 سنوات وبغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه لا تجاوز 300 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعمد استعمال برنامج معلوماتى أو تقنية معلوماتية فى معالجة معطيات شخصية للغير لربطها بمحتوى منافٍ للآداب العامة، أو لإظهارها بطريقة من شأنها المساس باعتباره أو شرفه”.
0 تعليق