سجلت أسواق الأسهم تراجعا، جنبا إلى جنب مع العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية، مع اندفاع المستثمرين نحو الأصول الآمنة، بعد أن شنت إسرائيل هجومًا على مواقع البرنامج النووي الإيراني، في تصعيد كبير للتوترات في الشرق الأوسط. وقفزت أسعار النفط الخام بما يصل إلى 12 بالمئة.
وانخفضت عقود الأسهم الأميركية بنحو 1.5 بالمئة، في حين قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن العملية "ستستمر لعدة أيام حسب الحاجة لإزالة هذا التهديد". وتراجعت مؤشرات الأسهم الآسيوية بنسبة 0.4 بالمئة.
وسجّلت سندات الخزانة الأميركية مكاسب، حيث تراجع العائد على سندات العشر سنوات بمقدار ثلاث نقاط أساس ليصل إلى 4.33 بالمئة. وارتفع الين الياباني بنسبة 0.2 بالمئة إلى 143.16 مقابل الدولار، كما ارتفع الذهب بأكثر من 1 بالمئة متجاوزا مستويات 3425 دولارا للأونصة.
في المقابل، قادت بتكوين وإيثريوم موجة من التراجع في سوق العملات المشفرة.
النفط نحو أكبر مكسب أسبوعي منذ 2022
قفزت أسعار النفط بأكثر من 12 بالمئة بعد الضربات الإسرائيلية على منشآت عسكرية ونووية في إيران إذ تخشى السوق تصعيدا في المنطقة واضطرابات كبيرة في إمدادات النفط.
وارتفع سعر برميل خام تكساس الوسيط بنسبة 12.6 بالمئة إلى 76,61 دولارا وسعر نفط برنت بنسبة 12,2 بالمئة إلى 77,77 دولارا.
وسجلت أسعار النفط زيادة قدرها 28 بالمئة عن أدنى مستوى له في أوائل مايو. ويتجه النفط نحو تحقيق أكبر مكسب أسبوعي منذ عام 2022.
ويتجه الخام الأميركي لتسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من 15 بالمئة، كما يتجه خام برنت لتسجيل مكاسب أسبوعية بنحو 14 بالمئة.
وقد محت هذه التوترات الجيوسياسية خسائر هذا العام، مدفوعةً بتداعيات التوترات التجارية العالمية وقرار أوبك+ بزيادة الطاقة الإنتاجية بوتيرة أسرع من المتوقع.
شنت إسرائيل هجومًا على إيران في تصعيد كبير في النزاع القائم بشأن برنامج طهران النووي، وجاءت هذه الخطوة وسط تساؤلات متجددة حول فعالية الجهود الدبلوماسية لحل التوترات المرتبطة بأنشطة إيران النووية.
ومن المقرر أن يعقد المفاوضون الأميركيون والإيرانيون الجولة السادسة من المحادثات في سلطنة عُمان الأحد، إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب صرّح هذا الأسبوع بأنه أقل ثقة بإمكانية التوصل إلى اتفاق.
وبحسب وكالة بلومبرغ نيوز، قالت هيبي تشن، المحللة في "فانتج ماركتس" في ملبورن: "من المرجّح أن يُحدث هذا الهجوم صدىً واسعًا في الأسواق العالمية – ليس فقط كنقطة توتر جيوسياسي، بل كجرس إنذار صارخ."
وأضافت: "يتعيّن على المستثمرين الآن مواجهة تصاعد التهديدات متعددة الجبهات، حيث تتقاطع احتمالات اندلاع حروب ساخنة جديدة مع احتدام الحروب التجارية، مما يعيد تشكيل مزاج المخاطرة في الأسواق لحظة بلحظة"، بحسب وكالة بلومبرغ نيوز.
أعلنت إسرائيل حالة الطوارئ بعد تنفيذ "ضربات استباقية"، وفقًا لما صرّح به وزير الدفاع الإسرائيلي.
وجاءت هذه الخطوة بعد تحذيرات متكررة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن توجيه ضربة لإيران وشلّ برنامجها النووي. وكانت إيران قد أعلنت، في وقت سابق من الخميس، عن عزمها تدشين منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم، وذلك ردًا على توبيخ من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بشأن برنامجها النووي.
قال تشارو تشانانا، كبير استراتيجيي الاستثمار في ساكسو ماركتس لوكالة بلومبرغ: "أعادت عناوين الأخبار حول غارة جوية إسرائيلية داخل إيران إشعال علاوة المخاطر الجيوسياسية". وأضاف: "أي إشارة إلى رد انتقامي أو انقطاع في الإمدادات ستبقي التقلبات مرتفعة وتدفع أسعار النفط وأصول الملاذ الآمن إلى الارتفاع".
وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قد صرح بأن الولايات المتحدة ليست متورطة في الغارات الجوية، وأن إسرائيل اتخذت إجراءً أحادي الجانب ضد إيران.
ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.2 بالمئة بعد انخفاضه في البداية على خلفية التقرير. وبلغت العملة أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات الخميس.
يقول مارك كودمور، استراتيجي الاقتصاد الكلي في بلومبرغ: الولايات المتحدة هي أكبر منتج للنفط في العالم. وبما أن الدولار الأمريكي قد وصل للتو إلى أدنى مستوى له في عدة سنوات، ما سيؤدي إلى انكشاف السوق على ارتداد صاعد في الأجل القصير.
0 تعليق