وكما هو معلوم فإن العنصر البشري من أهم العناصر في أي عمل لأنه القادر على فهم التغيرات المحيطة والاستجابة لها، وهذا يتطلب أسلوباً معيناً في التعامل لا يقتصر على إصدار الأوامر، ولكن على قدرة القائد على كسب احترام العاملين وثقتهم وتبني المبدعين منهم وأفكارهم الإبداعية، وهذا يقود إلى استدامة النجاح والإبداع وهو من أكثر العوامل التي تدفع إلى الاهتمام به لضمان البقاء والاستمرار في المنافسة الشريفة لمواكبة ما يشهده العالم من تطورات علمية وتقنية في شتى المجالات.
هذا النمط القيادي يهدف إلى تغيير جذري على مستوى الفرد والجماعة والثقافة من خلال إثارة دافعيتهم لما هو أبعد من مصالحهم الشخصية لصالح تحقيق رؤية ورسالة مشتركة على المدى البعيد، وبالتالي تحقيق أداء يفوق التوقعات.
وهذا ما لمسناه وشاهده العالم أجمع في بلادنا منذ انطلاق رؤيتها المباركة 2030 على يد ملهمنا وقائدنا التحويلي الأمير محمد بن سلمان، وهو النموذج الأنجح والأنجع على أرض الواقع، فقد قاد التحول الوطني في السعودية بكل كفاءة واقتدار، وخير مثال على ذلك نجاح موسم الحج لهذا العام الذي حقق نتائج أبعد مما كان متصوراً ومما كان متوقعاً، وذلك من خلال اختياره لذوي الخبرات والكفاءات العملية والمؤهلات العلمية من القيادات الشابة من أبناء وبنات الوطن، وعمل على تطوير مهاراتهم ووضع الخطط والاستراتيجيات التي تتواءم مع التحول العالمي الذي نشهده، وتهتم بالتأثير المثالي والتحفيز الإلهامي والاستثارة ودعم قدراتهم الإبداعية، وهو القائد والقدوة الحسنة الذي غرس في أتباعه الفخر به وبقدرته وإرادته والتزامه بالقيم المثلى واضطلاعه بالرؤية المشتركة حول المستقبل ووضع الأهداف لإلهام وتحفيز مواطنيه وقاد التغيير بثقة وتمكن.
فحينما يصبح سلوك القائد نموذجاً للآخرين يحتذى به ينمّي مشاعر الثقة والاحترام نحوه، وحينما يستخدم أساليب التأثير الفعالة ينجح في إعطاء معنى وتحدٍ لما يقومون به حتى يتمكن من تطوير رؤيتهم المشتركة وتحسين قدراتهم على توليد أكبر عدد ممكن من الحلول للمشكلات، ويوكل لكل شخص مهماته وفق قدراته ويقدم له الدعم اللازم ويكون بجواره.
وبالتالي جاء موسم الحج لعام 1446 بنتائج باهرة منقطعة النظير كانت خلفها قيادة رشيدة حكيمة آمنت بواجبها تجاه الحرمين الشريفين وخدمة الحاج والمعتمر.
فسمو ولي العهد الذي يعمل بشغف كان ولا يزال خلف كل نجاح سطره أبناء وبنات هذا الوطن العظيم، وكل من تابع عن قرب وعن بعد وفي كل بقعة من هذا العالم الجهود الجبارة المبذولة لخدمة الحجيج في المشاعر المقدسة والحرمين الشريفين، يعلم أننا أمام نسخة للحج لم نرَ مثلها في السنين الماضية، وأنها ناجحة بكل المقاييس، بتوفيق من الله، وبوجود القيادة الحكيمة التي وفرت لكل العاملين والقائمين على خدمة الحجاج كل الممكنات التي جعلتهم يقدمون خدمتهم على أكمل وجه.
وإننا أمام نموذج للقيادة التحويلية الناجحة يدرّس للأجيال القادمة لزاماً علينا أن ندعمه ونقف خلفه ونسانده وندعو له،
فشكراً وشكراً لا تفي قدر هذا القائد الذي صنع الفرق في الشرق وفي الغرب، وحلّق بوطنه بين النجوم، وأدى ما عليه من واجب يفخر ويشرف بأدائه هو وكل مواطن سعودي، وشكراً لكل أبطال الوطن المخلصين.
تقبل الله من الحجيج حجهم وردهم لديارهم سالمين غانمين.
أخبار ذات صلة
0 تعليق