وصفت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، اليوم الاثنين، قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنشر قوات الحرس الوطني في شوارع لوس أنجلوس، رغم الاعتراضات الشديدة من حاكم كاليفورنيا الديمقراطي جافين نيوسوم، بأنه أخطر اللحظات في رئاسته المضطربة، معتبرة إياه محاولة أخرى لتوسيع نطاق السلطة التنفيذية. وإنها توجه تحذيرا للولايات الأخرى التي تخطط، مثل كاليفورنيا، لمقاومة عمليات الترحيل الجماعي التي تنفذها الإدارة للمهاجرين غير الشرعيين.
وقالت الصحيفة في مقال افتتاحي اليوم إن خطوة ترامب "جاءت في أعقاب جهود لتسريع وتيرة حملة قمع الهجرة. إذ نفذ عملاء فيدراليون مسلحون الأسبوع الماضي عشرات الاعتقالات في مواقع بلوس أنجلوس، مما أدى إلى اندلاع مظاهرات بدأت يوم الجمعة الماضي، وكانت محدودة الحجم في البداية على الرغم من أن بعض المتظاهرين رشقوا الشرطة بقطع من الخرسانة".
وأضافت الصحيفة أن البيت الأبيض أصر على إرسال قوات فيدرالية لاستعادة الهدوء، لكن هذا التدخل لم يكن مبررا على الإطلاق نظرا لحجم الاحتجاجات، فقد كتب نيوسوم مساء السبت أن نشر قوات الحرس الوطني "يؤجج للتوتر عمدا" ولن يفضي إلا إلى تصعيد التوترات. ويبدو أن تحذيره قد تحقق يوم الأحد، -بعد وصول حوالي 300 جندي من الحرس الوطني - عندما خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع، واشتبكوا مع الضباط والحرس الذين أطلقوا الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وقنابل الصوت. وألقي القبض على العشرات.
وأشارت "فاينانشيال تايمز" إلى أن التدخل الفيدرالي بدا مدبرا لخلق مواجهة ورسم صورة للفوضى لإثارة قاعدة ترامب، وتعزيز الانطباع بأن الرئيس يفي بوعوده الانتخابية، وخلق انطباع مشوه عن المهاجرين غير الشرعيين بأنهم مجرمون عنيفون بطبيعتهم.
والأهم من ذلك كله، يكثِف هذا التدخل جهود الإدارة لتوسيع صلاحيات الرئاسة، على حساب الكونجرس والولايات الأمريكية.
ونوهت الصحيفة إلى أن الإدارة استشهدت ببند في قانون القوات المسلحة يسمح للرئيس بوضع أفراد الحرس الوطني تحت السيطرة الفيدرالية عند وجود "تمرد أو خطر تمرد" ضد سلطة الحكومة الأمريكية.
وأفادت التقارير بأنها فكرت في تفعيل قانون التمرد لعام 1807، الذي يسمح للرئيس باستخدام الجيش لقمع انتفاضة محلية، وستضطر الإدارة إلى القيام بذلك إذا ما أرسلت، كما هدد وزير الدفاع بيت هيجسيث، فقد تم إرسال قوات مشاة البحرية لقمع اضطرابات لوس أنجلوس اليوم.
واختتمت الصحيفة البريطانية مقالها بأن قرار ترامب "يعد تجاوزا مقلقا للسلطة الفيدرالية، فيما يحذر بعض الباحثين من أنه تحد علني متزايد للأعراف السياسية والدستور. ويشكل سابقة مقلقة، إذ يشير إلى أن الرئيس يمكنه إملاء نشر القوات الفيدرالية في أي ولاية.
كما يمثل تحذيرا للولايات والمدن الأخرى التي يديرها الديمقراطيون من أنها قد تواجه معاملة مماثلة إذا حاولت منع عمليات الترحيل". و"في الواقع، قد ينذر هذا بنشر القوات الفيدرالية ما لم يوافق البيت الأبيض بقيادة ترامب على طريقة تعامل أي ولاية مع أي أزمة.
وربما يشمل ذلك مظاهرات ضد سياسات رئاسية أخرى، ونظرا للطبيعة الاستقطابية لجزء كبير من برنامج ترامب، فقد كانت الاحتجاجات حتى الآن قليلة نسبيا. ولا شك أن المزيد من بؤر التوتر ستثار، وقد قدمت الإدارة لمحة مقلقة عن نوع التكتيكات التي قد تكون مستعدة لاستخدامها لاحقا".
اقرأ أيضاً
«فاينانشيال تايمز»: ترامب يستهل عصرا جديدا من الحمائية الأمريكيةفاينانشيال تايمز: وقف إطلاق النار في لبنان نجاحًا دبلوماسيًا نادرًا لـ «بايدن» رغم فشله
0 تعليق