تفاعل مغردون مع مقطع فيديو صادم يعرض شالا يمنيا تقليديا بسعر 4 آلاف دولار أميركي، وهو رقم وصفه كثيرون بالخيالي والصادم.
ويحمل الشال اليمني التقليدي رمزية خاصة في الثقافة الشعبية اليمنية، فهو أكثر من مجرد قطعة قماش، ويلقي معظم الرجال في اليمن الشال على رؤوسهم أو تتدلى أطرافه على أكتافهم، خاصة في المناسبات، مما يضفي على الزي اليمني جمالا مميزا.
وتختلف أشكال الشيلان وتطريزاتها من منطقة إلى أخرى، ويُعرف الشال في بلدان عربية أخرى بأسماء مختلفة.
وعادة ما تكون أسعار الشيلان اليمنية في المتناول، حيث تتراوح بحسب جودة الصوف والمواد المصنوعة منها، وكذلك طريقة التطريز والزخرفة، وتبدأ من 10 دولارات للأنواع العادية.
لكن المقطع المتداول فجر موجة من الاستنكار بين اليمنيين عندما عرض شالا بمبلغ يفوق قدرة الغالبية العظمى من اليمنيين على الشراء.
وأكد صاحب المحل الذي أنتج الشال أن العمل فيه استغرق من 4 إلى 5 أشهر، وهو مصنوع بالكامل باليد من أغلى أنواع الصوف في العالم وأندرها، والذي يأتي من كشمير.
وأوضح صاحب المحل أيضا أنه بحكم الوضع الاقتصادي الصعب في اليمن وضعف القدرة الشرائية، فهذا المنتج لا يتوفر بكميات كبيرة، إذ لديه قطعة واحدة فقط للعرض، ويتم توفيره عند الطلب فقط.
ويتماشى هذا التفسير مع تقارير يمنية تؤكد أن جودة الشيلان تختلف بحسب نوعية الصوف المستخدم في صناعتها.
إعلان
فهناك صوف "الشاتوش" الذي قد يصل سعر الشال المصنوع منه إلى نحو 5 آلاف دولار، وهناك نوع آخر يُسمى "الباشمينا" وقد يصل سعره إلى 1500 دولار.
سعر خيالي
وأبرزت حلقة (2025/6/9) من برنامج "شبكات" إجماع مغردين على استنكار السعر الخيالي للشال، في حين تباينت آراؤهم بين التفسير الاقتصادي والنقد الاجتماعي.
وعبر المغرد الكرار عن استهجانه للسعر بطريقة واقعية ومباشرة، مشيرا إلى الأسعار الحقيقية للشيلان في السوق اليمني وكتب يقول: "السوق في صنعاء شال بـ500 ريال يمني وشال بألف ريال يمني وشال بـ1500 ريال يمني وصولا إلى 4 آلاف ريال يمني، أما الشال السحري بساط الريح هذا ففي الأحلام والأوهام".
وفي السياق نفسه، لجأ الناشط ماستر إلى السخرية والمقارنة لإبراز ارتفاع السعر، إذ قال "بهذا المبلغ أشتري مزرعة أغنام وأحصل على طن من الصوف واللحم والحليب".
ومن زاوية أخرى، قدم المغرد عدنان تفسيرات اقتصادية لارتفاع الأسعار، وكتب يقول: "الصوف الكشميري غال بسبب التجار ولأن المنطقة اللي يستورد منها يحتكرها مجموعة تجار، وليس لأنها غالية أو لها ميزة مختلفة، هي نوع من أنواع الصوف لكن بسبب الاحتكار صار غاليا".
وأضاف الناشط عدنان تفسيرا اقتصاديا، مشيرا إلى أنه "إذا وجد توريد منتظم للسوق بتكون الأسعار مثل باقي الأقمشة".
وفي المقابل، دافع المغرد أبو عماد عن حرية التجارة والبيع والشراء، وغرد يقول: "كل واحد حر في ماله، ليس غصبا عنك تشتريه ولا غصب عن البياع يبيعه، كل واحد حر في بضاعته وفي ماله".
في حين وجه صاحب الحساب شان نقدا اجتماعيا للأثرياء، مشيرا إلى أن "الذين يبنون إمبراطورياتهم من ظهور وجهود المساكين هم الذين يقومون بشراء هذه الملابس الفارهة".
الصادق البديري
9/6/2025
0 تعليق